الأحد، 17 فبراير 2013

الإدارة التربوية - القيادة -


بسم الله الرحمن الرحيم

مفهوم القيادة :

تشكل القيادة محورًا مهمًا ترتكز عليه مختلف النشاطات في المنظمات العامة والخاصة على حد سواء ، وفي ظل تنامي المنظمات وكبر حجمها وتشعب أعمالها وتعقدها وتنوع العلاقات الداخلية وتشابكها وتأثرها بالبيئة الخارجية من مؤثرات سياسية واقتصادية واجتماعية ، لهي أمور تستدعي مواصلة البحث والاستمرار في إحداث التغيير والتطوير ، وهذه مهمة لا تتحقق إلا في ظل قيادة واعية .والقيادة هي القدرة على التأثير في سلوك أفراد الجماعة وتنسيق جهودهم وتوجيههم لبلوغ الغايات المنشودة .

والقيادة تتكون من ثلاثة عناصر أساسية هي :
1ـ وجود مجموعة من الأفراد يعملون في تنظيم معين .
2ـ قائد من أفراد الجماعة قادر على التأثير في سلوكهم وتوجيههم .
3ـ هدف مشترك تسعى الجماعة إلى تحقيقه القيادات . (1)

والقيادة هي عبارة عن عملية تفاعل بين الرئيس والمرؤوسين يكون الرئيس خلالها قادراً على التأثير الايجابي في سلوكياتهم ومشاعرهم وتوجيهها وجهة معينة يرغبها ويريدها والقيادة الإدارية الناجحة هي التي تنسق بين جهود المرؤوسين وتحثهم على العمل وتدفعهم إليه من اقتناع ورغبة في سبيل تحقيق أهداف المنظمة وأهدافهم بشكل متكامل وناجح.
يتضح أن القيادة الإدارية تتمثل بمجموعة الصفات والقدرات والخبرات والمؤهلات والاستعدادات التي تجعل الرئيس الإداري في أي مستوى تنظيمي داخل المنشاة قادراً على التوجيه، والإشراف السليمين ومساعدة مرؤوسيه في تخطي المعقبات التي يصادفونها في أعمالهم وعلاقاتهم مع الآخرين وتطوير أدائهم ومقدرتهم على العمل الجاد والسلوك السليم.
وعلى الرغم من التعاريف العديدة التي تم طرحها لمفهوم القيادة إلا أن هناك عدة عناصر أساسية لظاهرة القيادة يمكن تحديدها بما يأتي
:  (2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)( مقال – مفهوم القيادة الإدارية - علي بن فرحة الغامدي -  موقع المركاز http://almirkaz.net/index.php?option=com_content&view=article&id=254:2009-12-04-21-01-03&catid=51:managment-articales&Itemid=375

(2)( رسالة دكتوراة – مفهوم القيادة الإدارية – د. عزيز طارش الدهمي - http://aziz-phd.blogspot.com/2010/05/blog-post_21.html


1- إن القيادة عبارة عن عملية
2- إن القيادة تتضمن التأثير
3- إن القيادة تنشا داخل الجماعة
4- إن القيادة تشمل على هدف يراد تحقيقه
والقيادة تظهر داخل الجماعات والجماعة هي المحيط أو البيئة التي تنشا بداخلها القيادة والقيادة تتضمن التأثير في مجموعة من الأفراد لهم هدف مشترك ويمكن أن تكون الجماعة صغيرة أو كبيرة ويمكن أن تكون الجماعة عبارة عن منسوبي المنظمة بأسرها.
فالأفراد الذين تكون القيادة موجهة إليهم فسوف يطلق عليهم مصطلح التابعين، أما الأفراد الذين تكون القيادة موجهة إليهم فسوف يطلق عليهم مصطلح التابعين، القادة والتابعون يشاركون في عملية القيادة؛ القادة يحتاجون تابعين والتابعون بحاجة إلى قادة (
القريوتي،2003 )
إن النظر إلى القيادة على أنها سمات يختلف تماما عن النظر إليها على أنها عملية، فهناك مدخل السمات القيادية ينظر إلى القيادة على أنها صفة أو مجموعة من الصفات المميزة يتم امتلاكها من قبل أفراد مختلفين وبدرجات متفاوتة، فتفترض هذه النظرة إن القيادة تنحصر في عدد محدود من الأشخاص الذين يعتقد أنهم ولدوا وهم يمتلكون مواهب فريدة من الناحية الأخرى ينظر مدخل العملية القيادية إلى القيادة على أنها ظاهرة توجد في البيئة ذات العلاقة، ومن ثم فهي متاحة للجميع، والقيادة باعتبارها عملية يمكن ملاحظتها في سلوك القائد ويمكن تعلمها.
وهناك بعض الأشخاص يعتبرون قادة بسبب المواقع الرسمية التي يشغلونها في منظماتهم والبعض الآخر يعتبرون قادة بسبب طبيعة التجاوب الذي يحصلون عليه من قبل أعضاء الجماعات الآخرين، وهذان الشكلان للقيادة يطلق عليهما القيادة الرسمية والقيادة النشوئية.
فالقيادة التي تقوم على أساس الوظيفة الرسمية التي يشغلها الشخص داخل المنظمة تعتبر قيادة رسمية، وعندما ينظر الآخرون إلى الفرد على انه الأكثر تأثيرا في مجموعته او في المنظمة فان هذا الفرد يمتلك القيادة النشوئية، لذلك فان القيادة النشوئية تنشا من خلال الناس الآخرين داخل المنظمة عندما يساندون شخصا ما ويقبلون سلوكياته، هذا النوع من القيادة لا يستند الى الوظيفة الرسمية التي يشغلها الشخص في المنظمة، وإنما ينشا عبر فترة من الزمن خلال الاتصال.
فسلوكيات الاتصال الايجابية مثل التواصل الشفهي والاستعداد ومحاولة التعرف على أراء الآخرين وطرح الأفكار الجديدة والحزم وليس القسوة تعزز في ظهور القيادة النشوئية لدى الشخص.

 

ويقول خالد بن دهيش وزملائه : " تعددت تعريفات القيادة وتنوعت بين المهتمين بعلم الإدارة تبعاً لنوعية الدراسات وبيئة المؤسسة المدروسة ، وما يحيط بالمؤسسات من عوامل مؤثرة ، إضافة إلى اتجاهات هؤلاء الكتاب نحو القيادة " .

وعرفها البعض بأنها تعني القدرة على التأثير في نشاط الأفراد والجماعات وتوجيه وتنسيق ذلك النشاط للوصول إلى هدف معين .

ولقد ركز ( آدمز بروكس ) على مضمون القيادة بأنه يعني ضمان استقرار المنظمة بتقديم التسهيلات المطلوبة .

ويقول اسماعيل السيد في كتابه ( الإدارة الإستراتيجية ) أن القيادة هي القدرة على توجيه سلوك العاملين في أي منظمة نحو تحقيق أهدافها .

وتعرف بأنها أحسن الوسائل للتفاعل بين الإنسان والمادة والمال بأقصى كفاية إنتاجية ، وبأقل التكاليف الممكنة ، وضمن الوقت المحدد لتحقيق الهدف . وتعتمد القيادة على قدرتها في التأثير على الجماعة وفي حفزهم لبذل أقصى جهد لديهم من أجل تحقيق أهداف المؤسسة ، وكذلك التأثير على الجماعة وإقناعهم بإتباع وجهة نظر القائد ومواجهة مشكلاتهم في العمل .

ويقول ( دي تيد ) أن القيادة النشاط الذي يمارس الشخص للتأثير في الناس وجعلهم يتعاونون لتحقيق الأهداف التي يرغبون فيها . (1)

أسس وقواعد القيادة الإدارية :

1-  وضع الأهداف والبرامج العملية .

2-  تنظيم العمل وإعطاء الأوامر .

3-  الاتصال المقنع والفعال .

4-  التأكيد على دور الأفراد في تحقيق الأهداف .

5-  التوقع الصحيح لمتطلبات الأفراد وتحفيزهم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1)(الإدارة والتخطيط التربوي – أسس نظرية وتطبيقات عملية – خالد عبدالله دهيش – عبدالرحمن سليمان الشلاش – سامي عبدالسميع رضوان – مكتبة الرشد – بيروت – الرياض -1427هـ - ط 2 – ص . 81-83 ) .

 

أركان القيادة الإدارية في الإسلام :

1-  الشورى .

2-  القدوة الحسنة .

3-  " المؤمن كيس فطن " بمعنى أن يكون واسع الأفق والإدراك لما يدور حوله .

4-  الكفاءة الإدارية .

 

صفات القائد الإداري المسلم :

1-  العقيدة الصحيحة والإيمان الصادق العملي .

2-  العدل .

3-  الأمن والطمأنينة .

4-  العقلية المنظمة .

5-                          الأخذ بالأسلوب العلمي .

6-                          حب الانتماء للعمل .

7-                          القوي الأمين .

8-                          توطيد الثقة مع من تحت أمرته .

9-                          العفو عند المقدرة .

10-                   اللين في غير ضعف والقوة من غير عنف .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)( الإدارة والحكم في الإسلام-الفكروالتطبيق –عبدالرحمن الجويبر –الدار العربية للموسوعات-1432هـ - ط 5 – ص : 152-158) .

 

أنماط القيادة المدرسية :

1-              نمط استبدادي تسلطي .

2-              النمط الديمقراطي ( الشورى ) .

3-              القيادة الترسلية أو الفوضوية .

 

النمط الاستبدادي التسلطي :  ( خصائصه )

1-  انعدام العلاقات الإنسانية السليمة .

2-  التزمت في إصدار القرارات والحرص في تنفيذ الأنظمة والتعليمات .

3-  انعدام التعاون بين العاملين والقائد .

4-  انعدام الثقة بين العاملين والقائد .

5-  انخفاض الروح المعنوية بين العاملين .

6-  تسود روح الكراهية .

7-  الغموض والتعالي بين القائد والمجموعة .

 

النمط الديمقراطي ( الشورى ) : ( خصائصه )

1-  تسود العلاقات الإنسانية السليمة .

2-  التعاون المثمر لنجاح الأهداف التربوية والتعليمية .

3-  يقوم هذا النمط على الإيمان بقدرة الفرد وكرامته وقدرته على العمل .

4-  شعور أعضاء الجماعة بالرضا .

5-  الثقة المتبادلة بين القائد والجماعة .

6-  ترفع الروح المعنوية للعاملين .

7-  يدفع بالعمل إلى التقدم .

8-  يرى في هذا النوع أن السلطة ليست مصدر القوة بل ميزة تتيح الفرصة لمعرفة الآخرين .

9-  لا يلجأ القائد في هذا النمط إلى أساليب التهديد .

10-                   يساعد الأفراد على تطوير مهاراتهم ويؤهلهم لتولي القيادة .

11-                   يأخذ من كل ما يستطيع أن يعطيه الجماعة لتحقيق أهداف المدرسة .

 

القيادة الترسلية أو الفوضوية : ( خصاصه )

1-    عدم تحديد المسئولية مما يؤثر على تحقيق الأهداف .

2-  ضياع وحدة العمل كفريق متكامل وعمل تربوي .

3-  لا يبعث على احترام الجماعة لشخصية القائد .

4-  يشعر العاملون تحت هذا الأسلوب من القادة بالضياع والقلق وعدم القدرة على التصرف .

5-  هذا النوع من القيادة أقل أنواع القيادة إنتاجا .

6-  انعدام التعاون بين الجماعة والقائد .

7-  القائد سلبي في تصرفاته . (1)

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)(الإدارة المدرسية وتعبئة قواها البشرية في المملكة العربية السعودية – سليمان عبدالرحمن الحقيل – الممتاز – الرياض -1417هـ - ط 7 – ص . 76-78 )

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق