الاثنين، 18 فبراير 2013

ملخص تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم


بسم الله الرحمن الرحيم

مختصر تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم

لابن جماعة الكناني

اختصره رائد صبري أبي علفة

 

إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أما بعد :

الباب الأول / في فضل العلم والعلماء وفضل تعليمه وتعلمه

قال تعالى { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } (المجادلة:11)

قال ابن عباس: العلماء فوق المؤمنين مئة درجة مابين الدرجتين مئة عام .

قال رسول الله r ( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك به طريقاً من طرق الجنة وإن الملائكة لتضعُ أجنحتها لطالب العلم لرضى الله عنه ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً و لا درهماُ وإنما ورّثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافٍ ) .

ومن الآثار الواردة في فضل العلم قول علي t : كفى بالعلم شرفاً أن يدّعيه من لا يحسنه ، ويفرح به إذا نُسب إليه ، وكفى بالجهل ذماً أن يتبرأ منه من هو فيه .

وجميع ما تقدم ذكره من فضيلة العلم والعلماء إنما هو في حق العلماء العاملين الأبرار المتقين الذين قصدوا به وجه الله الكريم لا من طلبه لسوء نية أو لأغراض دنيوية من جاه ومال . وكما جاء عن أبي هريرة  t عن النبي r قال : ( إن أول الناس يُقضى عليه يوم القيامة – وذكر الثلاثة – وفيه رجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما علمت فيها ؟ قال : تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ، ولكن تعلمت ليقال : عالم ، وقرأت ليقال قارئ فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ) .

 

 

الباب الثاني / في أدب العالم في نفسه ومراعاة طالبه ودرسه

الفصل الأول / في آدابه في نفسه .

1-  ما على العالم من دوام مراقبة الله :

ويكون بدوام مراقبة الله تعالى في السر والعلن والمحافظة على خوفه في جميع حركاته وسكناته وأقواله وأفعاله فإنه أمين على ما أودع من العلوم وما منح من الحواس والفهم .

2-  صيانة العلم :

 أن يصون العلم كما صانه علماء السلف ويقوم له بما جعله الله تعالى له من العزة والشرف.

3-  التخلق بالزهد :

 أن يتخلق بالزهد في الدنيا بقدر الإمكان الذي لا يضر بنفسه أو بعياله ويكون باعتدال من القناعة لأنه أعلم الناس بخسة الدنيا وفتنتها وسرعة زوالها .

4-  تنزيه العلم عن المطامع :

أن ينزه علمه عن جعله سلماً يتوصل به إلى الأغراض الدنيوية من جاه أو مال أو شهرة .

5-  التنزه عن دنى المكاسب واجتناب مواضع التهم :

أن يتنزه عن دنى المكاسب ورذيلها ويتجنب مواضع التهم وإن بعدت ولا يفعل شيء أو يقول شيء يهز من صورته وسمعته ويتجنب الشبهات .

6-  المحافظة على شعائر الإسلام :

وذلك بالصلاة في المساجد مع الجماعة وإفشاء السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى ويسعى للخير .

7-  المحافظة على المندوبات الشرعية القولية والفعلية منها :

فيلازم تلاوة القرآن الكريم والتفكير والتدبر بمعانيه ويذكر الله تعالى بالقلب واللسان وما ورد من الدعوات والأذكار والنوافل والصيام والحج وبكثرة الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

8-  التحلي بمكارم الأخلاق :

معاملة الناس بمكارم الأخلاق من طلاقة الوجه وإفشاء السلام وإطعام الطعام وكظم الغيظ وكف الأذى عن الناس وبمعنى أخر يقتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فلا يوجد أفضل من الإقتداء به صلوات الله وسلامه عليه .

9-  التنزه عن الأخلاق الرذيلة :

أن يطهر باطنه وظاهره من الأخلاق الرذيلة ويعمره بالأخلاق المرضية ، ويكثر من الأخلاق المرضية مثل دوام التوبة والإخلاص واليقين والتقوى والرضا......

10-        المواظبة على الأشغال :

أن يحافظ على وقته بالعلم وذلك بالجد والاجتهاد .

 

11-        الاستفادة من الأصاغر :

لا يستنكف أن يستفيد ما لا يعلمه ممن هو دونه علماً أو منصباً أو نسباً أو سناً بل يكون حريصاً على الفائدة حيث كانت فالحكمة ضالة المؤمن .

12-        الاشتغال بالتصنيف :

أن يشتغل بالتصنيف والجمع والتأليف مع تمام الفضيلة وكمال الأهلية ، ويعتني بما يعم نفعه وتكثر الحاجة إليه .

 

الفصل الثاني / في آداب العالم في درسه .

1-  التهيؤ للدرس :

إذا عزم على مجلس التدريس تطهر من الحدث والخبث وتنظف وتطيب ولبس من أحسن ثيابه تعظيماً للعلم وتبجيل الشريعة .

2-  الدعاء قبل الخروج إلى الدرس :

إذا خرج من بيته دعا ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام الدعاء في صحيح الترمذي     { اللهم إني أعوذ بك أن أضِل أو أُضَل وأزل أو أُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يجهل عليّ ، عز جارك وجل ثناؤك و لا إله غيرك } ويجلس مستقبل القبلة إن أمكن بوقار وسكينة وتواضع ولا يقلل من هيبته ويسقط الحشمة ولا يدرس وقت جوعه أو عطشه أو غضبه أو نعاسه .

3-  توقير الأفاضل في الدرس :

أن يجلس بارزاً لجميع الحاضرين ويوقر أفاضلهم بالعلم والسن والصلاح والشرف ويرفعهم حسب تقديمهم في الإمامة ويتلطف في الباقين ويكرمهم بحسن السلام وطلاقة الوجه وأن ينظر إلى من يكلمه بنظرة الاهتمام وحسن الاستماع والكلام معه مهما كان عمره .

4-  مبادئ الدرس :

أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويسمي الله تعالى ويصلي على النبي r وعلى آله وأصحابه ويترضى عن أئمة المسلمين ومشايخه ويدعو لنفسه وللحاضرين ولوالديهم أجمعين.

5-  لائحة الدروس :

إذا تعددت الدروس قدم الأشرف فالأشرف والأهم فالأهم فيقدم تفسير القرآن ثم الحديث ثم أصول الدين ثم أصول الفقه ثم المذاهب ثم الخلاف أو النحو .

6-  آداب الدرس :

لا يرفع صوته زائد على قدر الحاجة ولا يخفضه خفضاً لا يحصل معه كمال الفائدة ولا يسرد الكلام سرداً بل يرتله ويرتبه ويتمهل فيه ليفكر فيه هو وسامعه .

 

7-  صيانة المجلس عن اللغط :

أن يصون مجلسه عن اللغط فإن الغلط تحت اللغط وعن رفع الأصوات واختلاف جهات البحث .

8-  زجر من أساء الأدب :

أن يزجر من تعدى في بحثه أو ظهر منه لدد فيه أو سوء أدب أو ترك الإنصاف بعد ظهور الحق أو أكثر الصياح بغير فائدة أو أساء أدبه على غيره من الحاضرين أو الغائبين أو ترفع في المجلس على من هو أعلى منه أو نام أو تحدث مع غيره أو ضحك أو استهزأ بأحد من الحاضرين .

9-  ملازمة الإنصاف في البحث :

أن يلازم الإنصاف في بحثه وخطابه ويسمع السؤال من مورده على وجهه وإن كان صغيراً ولا يترفع على سماعه فيحرم الفائدة . وإذا سئل عن ما لم يعلم قال : لا أعلم أو لا أدري .

10-        التودد للغرباء :

أن يتودد لغريب حضر عنده ويبسط له ليستريح صدره فإن للقادم دهشة ولكن دون أن يكثر النظر إليه وإذا أقبل بعض الفضلاء وقد شرع مسألة أمسك عنها حتى يجلس وإذا جاء وهو يبحث في مسالة أعادها له أو مقصودها .

11 – ما يقول عند ختم الدرس :

بقول  ( الله أعلم ) أو ( وهذا أخره ) أو ( ما بعده يأتي إن شاء الله ) والأولى للمدرس أن يمكث قليلاً بعد قيام الجماعة لأن فيه آداباً له ولهم وربما يكون هناك من يسأل .

12 – التأهيل للتدريس :

أن لا ينتصب للتدريس إذا لم يكن أهلاً له لأن التقدم لمعالي الأمور قبل إتقان أصولها وضبط طرقها عجلة وشهوة نفسية توجب لصاحبها الفضيحة دنيا وأخرى .

 

الفصل الثالث / في أدب العالم مع طلبته مطلقاً في حلقته .

1 – الإخلاص ونشر العلم :

أن يقصد بتعليمهم وتهذيبهم وجه الله تعالى ونشر العلم وإحياء الشرع ودوام خير الأمة بكثرة علمائها واغتنام ثوابهم وتحصيل ثواب من ينتهي إليه علمه من بعضهم وبركة دعائهم له وترحمهم عليه .

2 – تعليم حسن النية :

أن لا يمتنع من تعليم الطالب لعدم خلوص نيته لأنه من الممكن أن يحسن الطالب نيته مع استمراره في العلم والشيخ يحرض المبتدئ على حسن النية بالتدريج .

 

 

3 – الترغيبات في تحصيل العلم :

أن يرغبه في العلم وطلبه في أكثر الأوقات بذكر ما أعد الله تعالى للعلماء من منازل الكرامات وأنهم ورثة الأنبياء .

4 – إكرام الطالب والاعتناء بمصالحه :

أن يحب لطالبه ما يحب لنفسه ويكره ما يكره لنفسه ويعامله كما يعامل أعز أبنائه ويحسن تربيته ويحسن إليه فيعلمه الأدب والعلم .

5 – حسن التلطف في التفهيم :

أن يسمح له بسهولة الإلقاء في تعليمه وحسن التلطف في تفهيمه لا سيما إذا كان أهلاً لذلك لحسن أدبه وجودة طلبه .

6 – التفهيم على قدر الأذهان :

أن يحرص على تعليمه وتفهيمه ببذل جهده وتقريب المعنى له من غير إكثار لا يحتمله ذهنه.

7 – طرح المسائل على الطلبة :

إذا فرغ الشيخ من شرح درس فلا بأس من طرح مسائل تتعلق به على الطلبة يمتحن فيها فهمهم وضبطهم لما شرح لهم فيشكر من ظهر استحكام فهمه ولمن لم يفهمه يتلطف معه ويعيد شرحه .

8 – المطالبة بإعادة المحفوظات :

أن يطالب الطلبة في بعض الأوقات بإعادة المحفوظات ويمتحن ضبطهم لما قدم لهم من القواعد المهمة والمسائل الغريبة .

9 – تعليم الاقتصاد في الاجتهاد :

إذا سلك الطالب في التحصيل فوق ما يقتضيه حاله أو تحمله طاقته وخاف الشيخ ضجره أوصاه بالرفق بنفسه .

10 – المذاكرة بالقواعد الفنية :

أن يذكر للطلبة قواعد الفن التي لا تنخرم إما مطلقا كتقديم المباشرة على السبب في الضمان أو غالبا كاليمين على المدعي عليه إذا لم تكن بينة ويبين مآخذ ذلك كله .

11 – حسن المساواة بين الطلبة :

أن لا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض إلا من زاد منهم في الأدب والعلم فيظهر له الاحترام والتقدير ويبين لزملائه أن السبب في ذلك أدبه وعلمه ليحفزهم إلى ذلك .

12 – المراقبة في أحوال الطلبة جميعاً :

أن يراقب أحوال الطلبة في آدابهم وهديهم وأخلاقهم باطناً وظاهراً .

 

 

 

13 – مساعدة الطلبة :

أن يسعى في مصالح الطلبة وجمع قلوبهم ومساعدتهم بما تيسر عليه من جاه ومال عند قدرته على ذلك .  

14 – التواضع مع الطلبة :

أن يتواضع مع الطالب وكل مسترشد سائل ويخفض له جناحه ويلين له جانبه .

 الباب الثالث / آداب المتعلم

الفصل الأول / في آدابه في نفسه :

1 – تطهير القلب عن خبث الصفات :

أن يطهر قلبه عن كل غش ودنس وغل وحسد وسوء عقيدة وخلق ليصلح بذلك لقبول العلم وحفظه والاطلاع على دقائق معانيه وحقائق غوامضه .

2 – إخلاص النية في طلب العلم :

حسن النية في طلب العلم بأن يقصد به وجه الله تعالى والعمل به وإحياء الشريعة وتنوير قلبه وتحلية باطنه والقرب من الله تعالى يوم القيامة .

3 – المبادرة إلى تحصيل العلم في أوقات الشباب :

أن يبادر شبابه وحياته إلى التحصيل و لا يسوف ويتأمل دون تحصيل وطلب للعلم .

4 – القناعة بما تيسر :

أن يقنع من القوت بما تيسر وإن كان يسيراً ومن اللباس بما يستر وإن كان بالياً فبالصبر على ضيق العيش ينال سعة العلم ويجمع شمل القلب عن متفرقات الآمال فتفجر فيه ينابيع الحكم .

5 – تنظيم الأوقات للتعليم والتعلم :

أن يقسم أوقات ليله ونهاره ويغتنم ما بقي من عمره فإن بقية العمر لا قيمة له ، وأجود الأوقات للحفظ الأسحار وللبحث الأبكار وللكتابة وسط النهار وللمطالعة والمذاكرة الليل ، وأجود أماكن الحفظ الغرف وكل موضع بعيد عن الملهيات .

6 – أعظم الأسباب المعينة على العلم :

من أعظم الأسباب المعينة على الاشتغال والفهم وعدم الملال أكل القدر اليسير من الحلال ولم يرى أحد من الأولياء أو الأئمة العلماء يوصف بكثرة الأكل ولا حمد به .

7 – الأخذ بالورع :

أن يأخذ نفسه بالورع في جميع شأنه ويتحرى الحلال في طعامه وشرابه ولباسه ومسكنه وفي جميع ما يحتاج إليه هو وعياله ليستنير قلبه ويصلح لقبول العلم ونوره والنفع به ولا يقنع لنفسه بظاهر الحل شرعاً مهما أمكنه التورع ولم تلجئه حاجة أو يجعل حظه الجواز بل يطلب الرتبة العالية .

 

8 – المطاعم المضرة للأبدان :

أن يقلل استعمال المطاعم التي هي من أسباب البلادة وضعف الحواس كالتفاح والحامض والباقلاء وشرب الخل وما يكثر استعماله المسبب للبلغم المبلد للذهن المثقل للبدن ككثرة الألبان والسمك .

9 – تقليل النوم :

أن يقلل نومه ما لم يلحقه ضرر في بدنه وذهنه ولا يزيد في نومه في اليوم والليلة على ثمان ساعات وهو ثلث الزمن .

10 – اختيار الرفيق في الطلب :

ينبغي ألا يخالط إلا من يفيه أو يستفيد منه ويصاحب من كان صالحاً دّيناً تقياً ورعاً ذكياً كثير الخير قليل الشر حسن المداراة قليل المماراة إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه وإن احتاج واساه وإن ضجر صبره .

 

الفصل الثاني / في آدابه مع شيخه وقدوته وما يجب عليه من عظيم حرمته .

1 – اختيار الشيخ :

ينبغي للطالب أن يقدم النظر ويستخير الله فيمن يأخذ العلم عنه ويكتسب حسن الأخلاق والآداب منه ويفضل من كملت أهليته وتحققت شفقته وظهرت مروءته واشتهرت صيانته وكان أحسن تعليماً وأجود تفهيماً وليحذر من التقيد بالمشهورين .

2 – طاعة الشيخ في جميع الأمور :

أن ينقاد لشيخه في أموره ولا يخرج عن رأيه وتدبيره بل يكون معه كالمريض مع الطبيب الماهر فيشاوره فيما يقصده .

3 – إجلال الشيخ :

أن ينظر إلى الشيخ بعين الإجلال فإن ذلك أقرب إلى نفعه به . ويناديه يا سيدي ويا أستاذي.

4 – معرفة حق الشيخ :

أن يعرف له حقه ولا ينسى له فضله وينبغي أن يدعو له مدة حياته ويرعى ذريته وأقاربه والاستغفار له والصدقة عنه .

5 – الصبر على جفوة الشيخ :

أن يصبر على جفوة تصدر عن شيخه أو سوء خلق ولا يصده ذلك عن ملازمته وحسن عقيدته ويتأول أفعاله التي يظهر أن الصواب خلافها على أحسن تأويل .

6 – الشكر للشيخ :

أن يشكر الشيخ على توقيفه على ما فيه فضيلة وعلى توبيخه على ما فيه نقيصه أو على كسل يعتريه أو قصور يعانيه .

 

7 – آداب الدخول على الشيخ :

أن لا يدخل على الشيخ في غير المجلس العام إلا باستئذان سواء كان الشيخ وحده أو معه أحد ، ولا يطرق الباب بقوة ولا يزيد عن ثلاث طرقات خفيفة وإن دخل على الشيخ وكان مشغول لا يزعجه ولا يطيل البقاء عنده ويختار الوقت المناسب لذلك .

8 – آداب جلسة الدرس :

أن يجلس بين يدي الشيخ جلسة الآداب كما يجلس الصبي بين يدي المقرئ أو متربعاً بتواضع وخضوع وسكون وخشوع ويصغي إلى الشيخ ناظراً إليه ولا ينظر إلا إليه ولا يضطرب لضجة يسمعها ولا يحرك شيء من جسده أو ينشغل عن الشيخ ولا يكثر كلامه من غير حاجة ، وإن زل قبلت معذرته وإن كانت له حاجة يسبق لخدمته .

9 – التلطف في السؤال والجواب :

أن يحسن خطابه مع الشيخ بقدر الإمكان ولا يخاطبه كما يخاطب عامة الناس .

10 – إلقاء السمع على الشيخ :

إذا سمع الشيخ يذكر حكماً في مسألة أو غيرها وهو يعرفها فيجب أن يصغي إليه فرحاً وكأنه لم يسمع ذلك من قبل .

11 – لا يسبق الشيخ إلى الجواب :

أن لا يسبق الشيخ إلى شرح مسألة أو جواب سؤال من أو من غيره ولا يقاطع الشيخ ولا يتحدث لأحد في المجلس والشيخ يتحدث .

12 – آداب المناولة :

إذا ناوله الشيخ شيئاً يأخذه باليمين وإن ناول الشيخ شيئاً ناوله باليمن و إذا ناوله كتاباً يكون مهيئاً للشيخ ويقوم للشيخ ليأخذ أو يعطي وهكذا .

13 – أدب المشي مع الشيخ :

إذا مشى مع الشيخ فليكن أمامه بالليل وخلفه بالنهار ويتقدم على الشيخ في المواطئ المجهولة الحال كوحل أو حوض أو المواطئ الخطرة ، ولا يمشي لجانب الشيخ إلا لحاجة أو إشارة منه ، ويؤثره بجهة الظل في الصيف وبجهة الشمس في الشتاء ولا يمشي بين الشيخ وبين من يحدثه بل يجب أن يتقدم أو يتأخر ولا يستمع ولا يلتفت إليهما .

الفصل الثالث / في آدابه في دروسه وقراءته في الحلقة وما يعتمده فيها مع الشيخ والرفقة

1 – الابتداء بكتاب الله العزيز :

أن يبتدئ أولاً بكتاب الله العزيز فيتقنه حفظاً ويجتهد على إتقان تفسيره وسائر علومه فإنه أصل العلوم وأمها وأهمها . ثم يحفظ من كل فن مختصراً يجمع فيه بين طرفيه من الحديث وعلومه والأصول والنحو والصرف .

 

 

2 – الحذر من اختلاف العلماء :

أن يحذر في ابتداء أمره من الاشتغال في الاختلاف بين العلماء أو بين الناس مطلقاً في العقليات والسمعيات بل يتقن أولا ً كتاباً واحداً في فن واحد أو كتباً في فنون ويعتني من كل علم بالأهم فالأهم ولا يغفلنّ عن العمل الذي هو المقصود بالعلم .

3 – التصحيح قبل الحفظ :

أن يصحح ما يقرؤه قبل حفظه تصحيحاً متقناً إما على شيخ أو على غيره مما يعينه ثم يحفظه حفظاً محكماً .

4 – التبكير في السماع والاشتغال بالحديث والكتب المعتمدة في ذلك :

أن يبكر بسماع الحديث ولا يهمل الاشتغال به وبعلومه والنظر في إسناده ورجاله ومعانيه وأحكامه وفوائده ولغته وتواريخه .ويعتني أولا بصحيح البخاري ومسلم ثم ببقية الكتب والأعلام والأصول المعتمدة .

5 – الانتقال إلى المبسوطات :

إذا شرح محفوظاته المختصرات وضبط ما فيها من الإشكالات والفوائد المهمات انتقل إلى بحث المبسوطات مع المطالعة الدائمة ، ويغتنم وقت فراغه ونشاطه وزمن عافيته .

6 – لزوم حلقة الشيخ :

أن يلزم حلقة الشيخ في التدريس والإقراء بل وجميع مجالسه إذا أمكن .

7 – آداب المجلس :

إذا حضر مجلس الشيخ سلم على الحاضرين بصوت يسمعه جميعهم ويخص الشيخ بزيادة تحية وإكرام وكذلك إذا انصرف .وينبغي جلوس طلاب الشيخ في جهة واحده .

8 – التأدب مع رفقاء المجلس :

أن يتأدب مع حاضري مجلس الشيخ ويحترم من كانوا في مجلس الشيخ من صغيرهم وكبيرهم ولا يفرق بين اثنين في المجلس .

9 – كراهة الاستحياء من التعلم :

أن لا يستحي من سؤال الشيخ بسؤال لا يفهمه وذلك بتلطف وحسن خطاب .

10 – مراعاة النوبة :

مراعاة نوبته فلا يتقدم عليه بغير رضاً من هي له .

11 – أن يكون جلوسه بين يدي الشيخ على ما تقدم تفصيله وهيأته في أدبه مع شيخه ويحضر كتابه الذي يقرأ مفتوحاً بين يديه ولا يقرأ إلا بعد أن يأذن له الشيخ .

 

 

 

 

12 – فواتح الدرس :

إذا حضرت نوبته استأذن الشيخ واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يسمي الله تعالى ويحمده ويصلي على النبي r وعلى آله وصحبه ثم يدعو للشيخ ولوالديه ولمشايخه ولنفسه ولسائر المسلمين .

13 – ترغيب الطلبة في التحصيل :

أن يرغب بقية الطلبة في التحصيل ويدلهم على مظانه ويصرف عنهم الهموم المشغلة ويهون عليهم مؤنته ويذكرهم بما حصله من الفوائد والقواعد والغرائب وينصحهم بالدين .

 

الباب الرابع / الآداب مع الكتب .

1 – اعتناء الطلبة بتحصيل الكتب :  

ينبغي لطالب العلم أن يعتني بتحصيل الكتب المحتاج إليها ما أمكنه شراء وإلا فإجارة أو عارية ولا يجعل تحصيلها وكثرتها حظه من العلم وجمعها نصيبه من الفهم .

2 – إعارة الكتب عند الحاجة :

يستحب إعارة الكتب لمن لا ضرر عليه فيها ممن لا ضرر منه بها وكره قوم عاريتها والأول أولى لما فيه من الإعانة على العلم مع ما في مطلق العارية من الفضل والأجر .

وينبغي للمستعير أن يشكر للمعير ذلك ويجزيه خيراً ولا يطيل مقامه عنده من غير حاجة بل يرده إذا قضى حاجته ولا يجوز أن يصلحه بغير إذن صاحبه ولا يحشيه ولا يكتب شيئاً في بياض فواتحه أو خواتمه إلا إذا علم رضا صاحبه ولا يعيره غيره .

3 – صفة وضع الكتب عند المطالعة :

لا يضع الكتاب مفروشاً على الأرض بل يجعله بين كتابين أو كرسي الكتب ولا يهمل استعمال الكتاب ولا يطوي حاشية الورق أو زاويتها ويعلم بورقة ويحافظ عليه .

4 – صفة أخذ الكتب وشرائها :

إذا استعار كتاباً فينبغي له أن يتفقده عند إرادة أخذه ورده وإذا اشترى كتاباً تعهد أوله وآخره ووسطه وترتيب أبوابه وكراريسه ويصفح أوراقه .

5 – صفة نسخ الكتب :

إذا نسخ شيئاً من كتب العلوم الشرعية فينبغي أن يكون على طهارة مستقبل القبلة طاهر البدن والثياب بحبر طاهر ويبتدئ كل كتاب بكتابة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وكلما كتب اسم الله تعالى أتبعه بالتعظيم مثل تعالى أو سبحانه أو عزوجل أو تقدس ونحو ذلك . وكلما كتب اسم النبي r كتب بعده ( صلى الله عليه وسلم ) ويصلي بلسانه أيضاً ولا يكتب ( ص ) أو ( صلع )  أو ( صلم ) أو ( صلعم ) وإذا مر بالصحابة يكتب ( رضي الله عنه ) والسلف يكتب ( رحمه الله ) .

 

6 – الكتابة الدقيقة :

ينبغي أن يتجنب الكتابة الدقيقة في النسخ فإن الخط علامة فأبينه أحسنه وقال بعضهم : اكتب ما ينفعك وقت حاجتك إليه ولا تكتب ما لا تنتفع به وقت الحاجة والمراد وقت الكبر وضعف النظر .

7 – آداب تصحيح الكتب :

إذا صحح الكتاب بالمقابلة على أصله الصحيح أو على شيخ فينبغي له أن يشكل المشكل ويعجم المستعجم ويضبط الملتبس ويتفقد مواضع التصحيح ، وينبغي أن يكتب على ما صححه وضبطه في الكتاب .

8 – صفة التخريج في الكتابة :

إذا أراد تخريج شيء في الحاشية كتب رقماً على الموضع المراد تحشيته وكتب نفس الرقم في الحاشية .

9 – صفة كتابة الفوائد على الهامش :

لا بأس بكتابة الحواشي والفوائد والتنبيهات المهمة على حواشي كتاب يملكه ولا يكتب في آخره صح فرقاً بينه وبين التخريج .

10 – كتابة الأبواب والفصول بالحمرة :

لا بأس بكتابة الأبواب والفصول والتراجم بالحمرة فإنه أظهر في البيان وفي فواصل الكلام.

11 – الضرب أولى من الحك :

لا سيما في كتب الحديث لأن فيه تهمة وجهالة فيما كان أو كتب ، ولأن زمانه أكثر فيضيع وفعله أخطر فربما ثقب الورقة وأفسد ماينفذ إليه فأضعفها فإن كان إزالة نقطة أو شكلة  فالحك أولى .

 

انتهى بفضل الله ،،،

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق