الأحد، 17 فبراير 2013

الإدارة التربوية - التنظيم -


بسم الله الرحمن الرحيم

التنظيم

تمهيد:

يمثل التنظيم مرحلة مهمة في إطار العمليات الإدارية المتلاحقة ويعد المرحلة اللاحقة للتخطيط ، ويشكل العمود الفقري للمنظمة أياً كان نوعها وحجمها ، وتزداد أهمية التنظيم مع تعقد المشكلات الإدارية ، واتساع المؤسسة وتنوع أنشطتها .

وفي التنظيم تتخذ القرارات الهادفة إلى تحديد الأعمال وتوزيعها ، وتفويض الصلاحيات اللازمة لإتمامها ، وتتخذ القرارات الهامة للتنظيم في المستويات الإدارية العليا ، وخاصة ما يتعلق بكيان التنظيم والتصميم الهيكلي .

وتزداد أهمية التنظيم في المجال التربوي وخاصة داخل المدرسة فهو الوسيلة العملية لتنفيذ السياسة التعليمية ، حيث أن التنظيم المدرسي الفعال يحقق نتائج إيجابية تعود على مجتمع المدرسة بكثير من الفوائد ، ومن أهمها الاستقرار وتميز العلاقات بين أعضاء المدرسة و وضوح الأهداف والمهام وتحديد المسئوليات والكفاءة الإنتاجية مما يسهل عمليات التوجيه والرقابة .

مفهوم التنظيم :

تعددت مفاهيم التنظيم واختلفت النظرة إلى التنظيم حسب رؤية كتاب الإدارة ونجد أن    ( شيستر بارنارد ) يرى أن " التنظيم عبارة عن نظام لأنشطة أو قوى متسقة إدارياً لشخصين أو أكثر" .

ويعرف أيضاً " التنظيم بأنه ترتيب لجهود بشرية جماعية لتحقيق هدف مشترك بفاعلية وكفاءة ". (1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)( الإدارة والتخطيط التربوي"أسس نظرية وتطبيقات عملية" – خالد عبدالله دهيش/عبدالرحمن سليمان الشلاش/سامي عبدالسميع رضوان – مكتبة الرشد –الرياض-الطبعة الثالثة- 1428هـ  - ص[105-117] )

 

وينظر للتنظيم على أنه " وظيفة لإنشاء الهيكل المتكامل للمؤسسة وتحديد الأقسام الإدارية المختلفة ، أو اختصاصات تلك الأقسام وعلاقاتها المتداخلة وتحديد الاتصال والمسئولية والسلطة والجهاز ".(1)

ويقول ( ارنست ديل ) في موضوع بعنوان " ميكانيكية التنظيم " [ ينبغي على المدير عند القيام بمهمة التنظيم أن ينشئ وظائف عن طريق تقسيم العمل إلى أقسام ، وكل قسم يمكن إدارته عن طريق شخص واحد ، وينبغي أن يقوم أيضاً بعمل الترتيبات اللازمة لتنسيق العمل والتي تعني تقرير العلاقات بين مختلف الوظائف ].

ويقول عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة انديانا الأمريكية ( آرثر . م . ويمر ) [ يتولى التنظيم مهمة تحقيق أهداف المنشأة من خلال الاستخدام الفعال للمصادر البشرية وغير البشرية ، وغالباً ما يوفر التنظيم الوسائل التي تتعلق بتقسيم العمل وهيكل السلطة واتخاذ القرار ، وتنمية علاقات عمل سليمة بين جميع الأشخاص العاملين ] . (2)

ويقول عرفات سليمان (1987م) أن التنظيم عبارة عن توزيع لأوجه النشاطات المختلفة على أفراد الجماعة مع تفويضهم السلطة لإنجاز ما أسند إليهم من أعمال بأعلى مستوى للأداء وبأقل جهد ووقت وتكلفة .(3)

ويعرف البعض التنظيم المدرسي على أنه الإطار أو الهيكل العام الذي يشمل العمل المدرسي ويهتم بتجميع وتنسيق جهود العاملين بالمدرسة من خلال منهج علمي لتحديد برامج العمل ، وطرق وأساليب الأداء . (4)

 وتحديد قنوات الاتصال وبيان السلطات والمسئوليات لكل مستوى تنظيمي داخل المدرسة ، مع إيجاد وسائل فعالة للرقابة والتعرف على الانحرافات والعمل على تصحيحها من أجل تحقيق أهداف المدرسة ، ويقوم بها مدير المدرسة ومعاونوه ، ويختلف من مدرسة إلى أخرى تبعاً لتقاليد المدرسة ، ونوع الإدارة المدرسية .(5)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) (رداح الخطيب وأخرون (1407هـ):الإدارة والإشراف التربوي.اتجاهات حديثة.مطبعة الفرزدق . الرياض.)

(2) (الأصول الإدارية للتربية-ابراهيم مطاوع /امينة حسن-دار الشروق-جده-1416-ط3 ص(169/170)

(3)(الادارة المدرسية في ضوء الفكر الاداري الاسلامي المعاصر-عرفات عبدالعزيز سليمان-مكتبة الانجلو-القاهرة-1987)

(4) )( الإدارة والتخطيط التربوي"أسس نظرية وتطبيقات عملية" – خالد عبدالله دهيش/عبدالرحمن سليمان الشلاش/سامي عبدالسميع رضوان – مكتبة الرشد –الرياض-الطبعة الثالثة- 1428هـ  - ص[105-117] )

 

فنجد أن التنظيم المدرسي معني بما يحدث داخل المؤسسات التعليمية ومنها المدرسة التي تتميز بخصوصيتها التربوية ومنها تقسيم الأعمال والمهام التربوية والتعليمية لتحقيق الأهداف التربوية بأعلى مستوى من الكفاءة وبأقل جهد و وقت وتكلفة .

أنواع التنظيم:

1 / التنظيم الرسمي

 هو تقسيم الأعمال إلى وحدات تنظيمية وتحديد السلطة والمسئولية وإيجاد العلاقات التنظيمية داخل التنظيم من أجل تحقيق أهداف المنظمة .ويترجم ذلك في شكل خريطة تنظيمية .

2 / التنظيم غير الرسمي

 يقصد به شبكة العلاقات الشخصية غير الرسمية التي تنشأ بين العاملين وهم مجموعة من الأفراد داخل التنظيم تتفق أهدافهم ورغباتهم وميولهم وتطلعاتهم ويجتمع أفرادها بصفة دورية أثناء العمل وتربطهم علاقات اجتماعية وهذه المجموعات لها غايات قصيرة المدى في العادة توجه نحو إرضاء الاحتياجات الشخصية للعاملين في التنظيم غير الرسمي وعندما تتحقق الاحتياجات تختفي المجموعة . لكن من عيوب هذا التنظيم حدوث فشل في التنظيم فتظهر  كفاءة المدير في استغلال هذه المجموعة لتوجيههم نحو تحقيق غايات المنظمة .

أدوار التنظيم الإداري:

يساعد في تحديد مسئوليات كل موظف وواجباته .

يساعد على تحديد طبيعة العلاقات والشكل العام للاتصالات بين الأقسام والمستويات الإدارية المختلفة .

يساعد على التنسيق بين جهود الأفراد مما يقلل من التعارض والازدواجية .

يساعد على الاستخدام الأمثل للموارد المادية و البشرية للمنظمة .   

أركان التنظيم:  

أ / السلطة :

1 – السلطة التنفيذية .

2 – السلطة الاستشارية .

3 – السلطة الوظيفية .

4 – السلطة القانونية .

5 – السلطة النهائية .

ب / المسئولية :

تحتاج السلطة إلى قدر مناسب من المسئولية ( تكافؤ السلطة والمسئولية )كما تحتاج إلى تفويض السلطة .

خصائص التنظيم الجيد :

على مستوى القيادة .

1 – وحدة القيادة .

2 – تسلسل القيادة .

3 – تفويض السلطة .

على مستوى العاملين .

1 – الوضوح في تحديد المهام .

2 – تكافؤ السلطة والمسئولية .

على مستوى العمل .

1 - عدم الازدواج .

2 – المرونة والبساطة .

3 – شبكة فعالة للاتصال .

4 – استقرار التنظيم .

عناصر التنظيم الإداري الجيد :

أ – تقسيم العمل .

ب – المستويات الإدارية .

1 / مستوى مجلس الإدارة .

2 / مستوى الإدارة العليا .

3 / مستوى الإدارة الوسطى .

4 / مستوى الإدارة الإشرافية .

ج – تصميم الهيكل التنظيمي .

1 – الهيكل الرأسي ( الهرمي ) .

2 – الهيكل الأفقي .

هناك تعليقان (2):