الثلاثاء، 19 فبراير 2013

مصادر المعرفة - مناهج البحث -


بسم الله الرحمن الرحيم  

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل وأتم التسليم وبعد

قال تعالى { اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق (2) اقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان مالم يعلم (5) } . (سورة العلق)

فأول شيء نزل من القرآن هذه الآيات الكريمات المباركات  وهُنَّ أول رحمة رَحم الله بها العباد ، وأول نعمة أنعم الله بها عليهم. وفيها التنبيه على ابتداء خلق الإنسان من علقة ، وأن من كَرَمه تعالى أن عَلّم الإنسان ما لم يعلم ، فشرفه وكرمه بالعلم ، وهو القدر الذي امتاز به أبو البرية آدم على الملائكة ، والعلم تارة يكون في الأذهان ، وتارة يكون في اللسان ، وتارة يكون في الكتابة بالبنان ، ذهني ولفظي ورسمي ، والرسمي يستلزمهما من غير عكس ، فلهذا قال : { اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم } وفي الأثر : قيدوا العلم بالكتابة. وفيه أيضا : "من عمل بما علم رزقه الله علم ما لم يكن . ( تفسير القرآن العظيم – ابن كثير- تحقيق سامي محمد سلامه ( الجزء الثامن – صفحة 436 – الناشر دار طيبة للنشر – الطبعة الثانية 1420هـ )
سيتطرق البحث حول ماهية العلم والمعرفة والفرق بينهما ويركز على مصادر المعرفة التي هي عنوان البحث وسيتناول مصادر المادة العلمية التي هي جزء من المعرفة .

يذكر سعيد إسماعيل صيني في كتابه قواعد أساسية في البحث العلمي أن المعرفة / اسم فعل من عَرفَ يَعرفُ فهو عكس الجهل .

وتطلق كلمة المعرفة على كل ما وصل إلى إدراك الإنسان من مشاعر أو حقائق أو أوهام أو أفكار تسهم في التعرف على البيئة من حوله والتعامل معها .

ومصادر المعرفة تكون على وجهين الوجه الأول المعرفة الفطرية وهي التي يولد بها الإنسان        ( الغريزة ) مثل معرفة الطفل كيف يرضع من ثدي أمه أو كيف يبكي ويبتسم ...

والنوع الأخر المعرفة المكتسبة وهي التي اكتسبها الإنسان من بيئته الخارجية إما بالإدراك أو المشاهدة والملاحظة أو تجارب بشرية لأجيال سابقة أو معاصرة .

فنجد أن هناك أربع مصادر للمعرفة المكتسبة على وجه العموم ( التلقي – الملاحظة – التجربة – الاستنتاج )

أولاً / التلقي : من وسائل اكتساب المعرفة ومن مصادرها المهمة حيث أنها وصلت للإنسان منقولة من مصادر أخرى حيث إنه لم يدركها بحواسه بل هي من إدراك حواس الأخرين . وأقدم معرفة في تاريخ البشرية هي معرفة سيدنا أدم عليه السلام التي تلقاها من الله عز وجل في قوله تعالى { وعلم أدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين } (سورة البقرة أية ( 31 )  

 

حيث قال ابن كثير في تفسير هذه الآية أن الله عز وجل علم سيدنا أدم عليه السلام أسماء الأشياء كلها ذواتها وأفعالها . ( تفسير القرآن العظيم – ابن كثير- تحقيق سامي محمد سلامه الجزء الأول صفحة ( 222 )  الناشر دار طيبة للنشر – الطبعة الثانية 1420هـ) .

وكذلك نجد أن من المعرفة التي مصدرها التلقي ما يصلنا من معرفة عبر المطبوعات والإذاعات أو شبكات التلفاز .

ثانياً / الملاحظة : تعتبر الملاحظة من مصادر المعرفة التلقائية مادام الإنسان مستيقظاً ولقد أمرنا الله بها في قوله تعالى { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت (17)  وإلى السماء كيف رفعت (18) وإلى الجبال كيف نصبت (19) وإلى الأرض كيف سطحت (20) } (سورة الغاشية )

ويفسر ابن كثير الآية حيث يقول ( يقول تعالى آمرا عباده بالنظر في مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته فإنها خلق عجيب ، وتركيبها غريب ، فإنها في غاية القوة والشدة ، وهي مع ذلك تلين للحمل الثقيل ، وتنقاد للقائد الضعيف ، وتؤكل ، وينتفع بوبرها ، ويشرب لبنها . ونبهوا بذلك لأن العرب غالب دوابهم كانت الإبل ، وكان شريح القاضي يقول : اخرجوا بنا حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت ، وإلى السماء كيف رفعت ؟ أي : كيف رفعها الله ، - عز وجل - عن الأرض هذا الرفع العظيم وإلى الجبال كيف نصبت جعلت منصوبة قائمة ثابتة راسية لئلا تميد الأرض بأهلها ، وجعل فيها ما جعل من المنافع والمعادن كيف بسطت ومدت ومهدت ، فنبه البدوي على الاستدلال بما يشاهده من بعيره الذي هو راكب عليه ، والسماء التي فوق رأسه ، والجبل الذي تجاهه ، والأرض التي تحته - على قدرة خالق ذلك وصانعه ، وأنه الرب العظيم الخالق المتصرف المالك ، وأنه الإله الذي لا يستحق العبادة سواه . ( تفسير القرآن العظيم – ابن كثير- تحقيق سامي محمد سلامه ( الجزء الثامن – صفحة ( 386) – الناشر دار طيبة للنشر – الطبعة الثانية 1420هـ )

ثالثاً / التجربة : فالتجربة تعتبر عملية ملاحظة لظاهرة أسهم الملاحظ لها في صنعها وقد تكون عن قصد أو صدفة . ومثال ذلك ما يقوم به الباحث في معمله بالتجربة العملية أو يخطط لها ويشترك في تنفيذها ليقوم بعملية ملاحظة لنتائج أسهم هو في صنعها .

فنجد أن التجربة تتميز عن الملاحظة أو مجرد الإدراك للواقع بواسطة الحواس الخمس لأن المدرك للمعلومة في التجربة يقوم بوظيفة فعالة في الواقع الذي يتم إدراكه ويصبح جزء من معرفته ، بخلاف الملاحظة حيث لا يقوم المدرك للمعلومة بأي وظيفة تسهم في صنع تلك المعلومة .

رابعاً / الاستنتاج : يكون بوجهين

 1 )  الاستقراء : عملية استنتاج الحقائق العامة ( قوانين الطبيعة )  من مجموعة من الحقائق  الجزئية ( حقائق جزئية تفقد قيمتها مع الزمن بسبب الطبيعة الحركية للأشياء أو بسبب تغيرها المستمر مثل حالة الجو في موقع جغرافي محدد وفي أوقات محددة – حقائق جزئية لا تفقد قيمتها مع

 

الزمن مثل معرفتنا بأن قطعة حديد محددة أكثر ثقلاً من قطعة خشب في حجمها ) والحقائق الجزئية قد تكون مما نتلقاها عن الأخرين أو مما نلاحظها أو نحصل عليها بالتجربة .

2 ) الاستنباط أو القياس : ويطلق على عملية الاستنتاج من الحقائق العامة أو الحقائق المعلومة التي نحصل عليها بالتلقي مثل التعاليم الدينية أو من الحقائق العامة التي يتم التوصل إليها باستقراء الحقائق الجزئية .

وهناك سؤال يطرح دائماً ما الفرق بين العلم والمعرفة ؟

وللإجابة على هذا السؤال يجب أن نعرف معنى كلمة   " العلم "

العلم / تستمد كلمة العلم جذورها من عَلِمَ يَِِِعلمُ وهي أيضاً عكس الجهل ويقول المعجم الوسيط أن كلمة ( العلم ) تعني إدراك الشيء بحقيقته وتعني اليقين ، وقيل : العلم يقال لإدراك الكلي والمركب . وَ ورد في المعجم الوسيط أن كلمة ( علم ) تطلق على مجموع مسائل وأصول كلية تجمعها جهة واحدة كعلم الكلام ، وعلم النحو ، وعلم الأرض ، وعلم الكيمياء ....

أما كتب البحث العلمي أوردت معنى كلمة المعرفة أكثر شمولاً من كلمة العلم فالمعرفة عامة والعلم خاص .

كما أن بعض أجزاء المعرفة تستحق صفة العلم والبعض لا يستحق صفة العلم  ولإيضاح هذه النقطة يجب تحقق بعض الشروط لتصبح المعرفة علمية ( معرفة بصفة علمية ) :

1 / درجة دقة تحديد المصادر الأساسية والثانوية ودرجة وضوح الفرق بينهما ودرجة وضوح ودقة الاستفادة منها .                                                                                                        2 / وضوح الطريقة التي تم بموجبها تحليل المادة العلمية أو معالجتها ثم استنتاج المعرفة منها .                  3 / درجة وضوح النقطة الأولى والثانية بحيث تمكن الباحثين الأخرين من اختيار درجة ثبات تلك                 الطرق وجدواها ومصداقيتها وتمكنهم من إعادة تطبيق المنهج نفسه والخروج بنتائج مقاربة .                                                                                        4 / حصر جميع عناصر موضوع الدراسة ومعاملتها بالمساواة والعدالة المطلوبة علمياً وأخلاقياً     ( الموضوعية ) أي الإشارة إلى ايجابيات وسلبيات المصادر المختلفة والأجزاء المتعارضة للمادة العلمية .                                                                                                               5 / درجة سيطرة العقل على طريقة جمع المادة العلمية وطريقة معالجتها وعرض نتائجها . فكلما كانت سيطرة العقل أكثر كانت المعرفة الناتجة عنها علمية أكثر .

 

 

مصادر المادة العلمية / إن المادة العلمية قد تكون نتائج أبحاث سابقة متعددة وقد تكون وصفاً للأحداث والأشياء أو استنتاجات قام بها الأخرين متناثرة داخل مطبوعات عديدة وقد تكون المادة العلمية خامة جمعها الآخرون من البيئة وقد تكون موجودة في البيئة الطبيعية يحتاج الباحث إلى جمعها من بيئاتها الطبيعية أو الحصول عليها من بيئات يسهم في صناعتها . فكانت المصادر كالتالي:

  أولاً : المكتبة .

 وتعتبر من أهم مصادر المعرفة لأنها تحتوي على ما تم تسجيله لما كان في الواقع أو لا يزال وبعض الاستنتاجات المبني عليها .وتقاس مكانة المكتبة بثلاث معايير: كمية مقتنياتها ، وجودة التنظيم الذي يجعل عملية الحصول على المطلوب يسيرة ، والخدمات الإضافية التي تقدمها .            أما محتويات المكتبة فتشمل التالي :

 1 / الكتب : يسمح لجميع القراء الاطلاع على الكتب المتوفرة في المكتبة وفي بعض الحالات تحتفظ مكتبات الجامعات بكتب محدودة الاطلاع . ولا يسمح بالرجوع إليها إلا للباحثين بعد حصولهم على أذن خاص وقد يكون ذلك بسبب قيمتها التاريخية أو لوجود أسباب سياسية أو لسبب أخر .

 2 / المراجع أو الفهارس : تطلق على عدد من الأنواع مثل ( فهارس الكتب أو المقالات وكتب التراجم ومعاجم اللغة ودوائر المعارف والأطالس والخارطات وقواعد المعلومات .

 3 / فهارس الكتب والمقالات : حيث تيسر على الباحث التعرف على الكتب التي صدرت في مجال اهتماماته أو المقالات التي تم نشرها في الدوريات كما تيسر على الباحثين التعرف على أماكن وجود المخطوطات .

 4 / كتب التراجم : تحتوي على تراجم لحياة بعض الشخصيات ذات القيمة السياسية أو العلمية أو التاريخية .

 5 / معاجم اللغة : وتسمى قواميس اللغة حيث نجد أن مفردات اللغة تنمو مع مرور الوقت وكذلك مدلولاتها تنمو وتتغير فلذلك يتم تحديث القواميس من وقت لآخر وبعض القواميس تعطي الباحث فكرة عن طريقة تركيبها في الجملة أو تزود الباحث بخلفية تاريخية للكلمة . وهناك قواميس للكلمات المترادفة وأخرى للأضداد . ومن المعاجم ( الصحاح للجوهري ، لسان العرب لابن منظور ، تاج العروس للزبيدي ) .

 6 / دوائر المعارف : وتسمى بالموسوعات فهي تزود القارئ بنبذة مختصرة عن موضوعات مختلفة ومتنوعة في المعرفة .

 

 7 / الأطالس والخارطات : تحتوي على خارطات للتقسيمات السياسية للمدن والقرى أو للتضاريس الطبيعية ، وأحياناً التقسيمات البيولوجية وقد تتضمن معلومات سكانية واقتصادية .

 8 / قواعد المعلومات : حيث تعتمد على شبكات الحاسب الآلي وتقوم هذه القواعد بوظائف عديدة منها خدمة الباحث على التعرف على الجهود العلمية بمجهودات قليلة ووقت قصير وتكاليف زهيدة .

 9 / الرسائل العلمية : هي رسائل الماجستير والدكتوراه التي يعدها الطلبة في الجامعة التي تنتمي إليها المكتبة حيث أنه على الأغلب لا تحتفظ مكتبات الجامعة إلا بالرسائل الخاصة بها .

 10 / الدوريات : تختلف الدوريات من حيث قيمتها العلمية فمنها الدوريات العلمية ومنها ذات الطابع الترفيهي أو الثقافي ومنها ما تجمع بين المقالات الجادة والخفيفة .

 11 / الصحف : تعتبر مصدرا للحقائق الجزئية التي لا يمكن الاستغناء عنها في بعض مجالات المعرفة مثل السياسة والتاريخ والاقتصاد فهي المرآة التي تعكس كثيراً من جوانب الأنشطة البشرية التي تحدث في المواقع الجغرافيا المختلفة .

 12 / الوثائق الحكومية : تنشط بعض المؤسسات الحكومية في إصدار كتب أو تقارير دورية ذات طبيعة سياسية أو اقتصادية حول الأنشطة القومية أو العالمية أو حول الحكومات الأخرى .

 13 / المخطوطات : تحتفظ بعض المكتبات بمخطوطات كثيرة منها ما هو على الورق الأصلي وهذا قليل فمعظم المكتبات تحتفظ بنسخ مصورة على الورق أو على المايكروفيش أو المايكروفلم ، وتقاس قيمة المخطوطات بشهرة مؤلفيها وبقدمها وبأهمية الموضوع الذي تناولتها المخطوطة .

 14 / الدوريات الإحصائية : تصدرها بعض الحكومات المحلية أو الهيئات الدولية .

 15 / الوسائل التعليمية : تضم بعض المكتبات قسم خاص يسمى قسم الوسائل التعليمية توفر بعض الخدمات والموارد ومنها :           

   * الخارطات التفصيلية للمنطقة المحيطة بالمكتبة .  

   * برامج أو مواد علمية مسجلة على أشرطة سمعية أو أشرطة مرئية مثل الفيديو .

   * الأفلام الوثائقية أو التعليمية .

   * الشرائح الفيلمية ( السلايدات ) ذات أغراض مختلفة تختلف عن المايكروفيش أو المايكروفلم من حيث مضموناتها و وظائفها .

 

 ثانياً / العينة ومجتمعها .     

عندما نريد التوصل إلى السمات العامة لمجموعة من الناس أو الأشياء أو الظواهر أو الأحداث فيكون من الصعب دراسة كل أفراد المجموعة فجاءت العينة لتعالج هذه المشكلة وذلك بأساليب وطرق خاصة لتطبيقها على مجموعة من الأفراد داخل المجموعة .

ثالثاً : الأسئلة المباشرة .  

هي ما يعرف بالاستبانة وكذلك الأسئلة أو النقاط التي يعدها الباحث قبل أن يقوم بالمقابلة ذات القيمة العلمية وهذه النقاط قد تكون مكتوبة أو تكون في ذهن الباحث فقط . حيث أن الأسئلة تتميز بإمكانية إيصالها للمبحوث بأكثر من وسيلة من وسائل الاتصال ، وهذه الأسئلة تزود الباحث بمعلومات يتحكم فيه المبحوث بشكل واضح .

رابعاً : الأسئلة غير المباشرة .   

 تعرف بالأسئلة الإسقاطية أو الإنعكاسية تزود الباحث بمادة علمية يتحكم فيها الباحث والمبحوث معاً بدرجة متقاربة . حيث ظهرت هذه الأسئلة في عيادات الطب النفسي للتعرف على الحالات النفسية المرتبطة بظروف مؤقتة بعد ذلك تم الاستفادة منها للتعرف على الأوضاع النفسية الثابتة أو شبه الثابتة أي الاتجاهات والمواقف كما استعملها البعض للتعرف على الاحتياجات والدوافع و التوقعات والآمال والمشاعر .

خامساً : الملاحظة للأشياء أو الأحداث .

 ويعرف ويك الملاحظة العلمية بأنها " الاختيار والاستشارة والتسجيل وتفسير مجموعة من السلوك والأوضاع في ظروفها الطبيعية تفسيراً يتفق مع الأهداف العلمية ".                                                                                                 (قواعد أساسية في البحث العلمي – د/سعيد إسماعيل صيني – الطبعة الأولى -1415 هـ - مؤسسة الرسالة - ص .13-326 ) .

ويرى عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان في كتابه كتابة البحث العلمي إن المصادر العلمية التي يعتمد عليها الباحث في دراسته تعد من أهم المقاييس في تقدير صحة البحث وجودته ، فإذا كانت مصادر معتمدة صادقة أو مخطوطات نادرة ، كان للبحث وزنه وقيمته العلمية  فقسم المصادر إلى قسمين المصادر الأساسية والمصادر الثانوية .

المصادر الأساسية هي " أقدم ما يحوي مادة عن موضوع ما " ويعرفها بأنها الوثائق والدراسات الأولى ، منقولة بالرواية أو مكتوبة بيد مؤلفين ثقات أسهموا في تطور العلم أو تحرير مسألة وتنقيح موضوعاته أو عاشوا الأحداث والوقائع أو كانوا طرفاً مباشراً فيها أو كانوا هم الواسطة الرئيسية

 

لنقل العلوم كما أن صاحب كل فكرة جديدة يعد مصدراً في مجالها وأيضاً سجلات الدواوين الحكومية وما ينشره الكتاب في الدوريات العلمية والصحف والمجلات والآثار والدساتير والقوانين والأفلام المصورة لمشاهد من الواقع والتسجيلات الصوتية .

المصادر الثانوية ( المرجع )  هي التي تعتمد في مادتها العلمية أساساً على المصادر الأساسية الأولى فتعرض لها بالتحليل أو النقد أو التعليق أو التلخيص .

ويشير أيضاً أن البحث الأصيل هو الذي يعتمد على المصادر الأساسية ويمكن الرجوع إلى المصادر الثانوية استئناسا بمناهجها وتتبعاً لتطور الموضوع . (كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات العربية والتاريخية – أ.د.عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان – دار الشروق – 1415هـ - الطبعة الأولى – ص . 70/73 ).

 يقول صالح حمد العساف في كتابه المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية أن المصادر العلمية تنقسم إلى قسمين وهما المصادر الأساسية والمصادر الثانوية .             

 المصادر الأساسية تسمى أحياناً المصادر الأولية وهي المصدر الأول للمعلومة فهي تلك المصادر التي لم تعتمد في نقلها على مصادر أخرى سبقتها وإنما هي أول مصدر أورد المعلومة . وعرفها بست ( 1981 ) بأنها " المقررة أو المكتوبة أو المنقولة بواسطة الشخص الذي لاحظها مباشرة أو شارك فيها ".  وحددها بالتالي :

 1 / الوثائق والسجلات التي حفظت وكتبت من قبل شخص مشارك في وقائعها أو على الأقل مشاهد لها ، وأعدت أساساً بغرض تهيئة المعلومات التي تحتويها للاستفادة منها والرجوع إليها مستقبلاً . مثل الدساتير والقوانين والقرارات والمحاضر الرسمية للاجتماعات والخرائط والشهادات والصكوك و الصحف والمجلات والرسائل العلمية والكتب التي تعتمد على مصادر أخرى والقوائم  ........

 2 / الحفريات أو الآثار المرتبطة بشخص معين أو مجموعة من الناس أو فترة زمنية محددة مثل الأدوات والأثاث والمباني والملابس والعملة ...... وجميع الآثار لم تعد بغرض الرجوع إليها مستقبلاً .

 3 / الأدلة الشفهية من مشارك فيها أو مشاهد لها وهذه يمكن الحصول عليها بواسطة المقابلة الشخصية لمن شارك في الظاهرة المدروسة أو شاهدها .

 

 

المصادر الثانوية  عبارة عن مصادر ثانية للمعلومة أي أن المعلومة سبق أن وردت في مصدر أخر قبلها . وعرفها فان دالين ( 1962 ) بأنها " تلك المصادر التي تحتوي على

تلخيص لمعلومة كتبها شخص لم يلاحظها مباشرة أو يشارك فيها والمعلومة إما أن تكون واقعة أو حالة أو شيء محسوس " . أما بست ( 1981 ) فقد عرفها تعريفاً أكثر وضوحاً فقال " بأنها تقارير شخص  يروي الأدلة عمن شارك في الواقعة أو شاهدها فكاتب المصدر الثانوي هو من لم يشاهد الواقعة وإنما هو يروي وينقل ما شاهده أو كتبه من اشترك فيها أو شاهدها " ومن أمثلة هذا النوع من المصادر الكتب المجموعة أو المحررة والكتب المؤلفة اعتمادا على المراجع وأخبار الصحف والمجلات ودوائر المعارف ....

كما أوضح العساف في كتابه نوع ثالث حسب رؤية بورق وقول ( 1979 ) يدعى  المصادر التمهيدية التي تحتوي على معلومات عن المصادر الأساسية والثانوية من حيث نوعها وماذا تحتوي عليه من معلومات مثل الدليل لكتب المراجع : لمؤلفه شيهي وغيرها من الكتب التي أعدت باللغة الإنجليزية للمصادر الإنجليزية فقط .                                ( المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية – الدكتور صالح حمد العساف – العبيكان – 1427هـ - الطبعة الرابعة – ص.287/290 ).

     

ويتضح لنا من خلال الدراسة السابقة أن مصادر المعرفة تنبثق من شقين الشق الأول هو المعرفة الفطرية وهي التي تولد مع الإنسان فالمولود يصرخ عند خروجه لهذا الكون فسبحان الله تجده عندما يجوع يصرخ ولا يسكت حتى يشبع ، فهذه معرفته الفطرية لتلبية ما يحتاجه .  

أما الشق الثاني المعرفة المكتسبة التي اكتسبها من خلال معايشته لهذه الحياة من خلال أربع مصادر ( التلقي – الملاحظة – التجربة – الاستنتاج ) وكما اتضح لنا أن المعرفة تشمل العلم فتم ذكر المصادر العلمية التي يستقي منها الإنسان معرفته التي صنفت ضمن المعرفة المكتسبة . (1)

كما أنه تم تقسيم المصادر العلمية إلى قسمين : المصادر الأساسية والمصادر الثانوية ، حيث أن الأساسية هي " أقدم ما يحوي مادة عن موضوع ما " وأن الثانوية هي " المرجع "(2)

   (1) (قواعد أساسية في البحث العلمي – د/سعيد إسماعيل صيني – الطبعة الأولى -1415 هـ - مؤسسة الرسالة - ص .13-326 ) .

  (2) (كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات العربية والتاريخية – أ.د.عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان – دار الشروق – 1415هـ - الطبعة الأولى – ص . 70/73 ).

 

 وأكد العساف في كتابه أن المصادر نوعان :المصادر الأساسية والثانوية مضيفاً مصدراً ثالثاً وهو المصادر التمهيدية التي تحتوي على معلومات عن المصادر الأساسية والثانوية من حيث نوعها وماذا تحتوي عليه من معلومات مثل الدليل لكتب المراجع : لمؤلفه شيهي وغيرها .(1)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

        (1)      ( المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية – الدكتور صالح حمد العساف – العبيكان – 1427هـ - الطبعة الرابعة – ص.287/290 ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق