الثلاثاء، 7 مارس 2023

أهمية وأهداف الدراسات النقدية

 

أهمية الدراسات النقدية

     الحمد لله والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين النبي الأمين الهادي البشير والسراج المنير r وبعد:

      عند الحديث عن الدراسات النقدية، يتعين على الباحث التعريج على أهميتها وأهدافها؛ لبيان مدى أهميتها سعياً لتحقيق أهدافها.

الأهمية لغة:

همَّ/ همَّ بــــ / همَّ على / همَّ لـــ هَمَمْتُ، يهْمّ، اهْمُمْ/ هُمّ، هَمُّا، فهو هامّ، والمفعول مَهْموم.

أهمَّ يُهِمّ، أهْمِمْ/ أهِمَّ، إهماماً، فهو مُهِمَ، والمفعول مُهَمَ.

اهتمَّ بــــ/ اهتمَّ لـــ يهتمّ، اهْتَمِمْ/ اهْتَمَّ، اهتماماً، فهو مُهتمَ، والمفعول مُهتَمَ به.

اهتمَّ فلان باليتامى: انشغل واعتنى بهم "شرُّ عيوبنا اهتمامنا بعيوب الناس – اهتمَ فلان بالسياسة منذ صباه" لا يُعيره اهتماماً: لا يبالي به.

أهمُّ ]مفرد[: اسم تفضيل من همَّ/ همَّ بـــ/ همَّ على/ همَّ لــــ: أكثر أهمية "قدم الأهمَّ على المُهِمّ".

أهمِّيَّة ]مفرد[: مصدر صناعي من أهمّ: كلُّ ما يثير الاهتمامَ من الأمور "موضوع ذو أهميّة كبيرة – مسألة ذات أهمَّية حيويّة كبيرة" بالغ الأهمية: ذو أهمية جوهرية أو مركزية- من الأهمية بمكان/ في غاية الأهمية: هام جداً (عمر، 1429ه: 2367).

     يظهر من التعريف اللغوي أن الأهمية تنبع من تميز الشيء عن غيره؛ ليصبح الأكثر اعتناءً لجسامته ومدى أفضليته. وقد يأخذ معنى صرف جل الوقت والتركيز.

الأهمية اصطلاحاً:

     لم يقف الباحث على المعنى الاصطلاحي لكلمة الأهمية بين المصادر والمراجع، أو المواقع الإلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية؛ لذلك سوف يكتفي الباحث بالتعريف الإجرائي المنبثق من التعريف اللغوي.

     فالأهمية: "المكانة والقيمة التي يكون عليها الشيء، فينصرف له الذهن والجهد، دون غيره".

     وقد سبق تعريف الدراسات النقدية بأنها: "تلك الجهود العلمية القائمة على التحليل والاستنتاج وفق الضوابط المحددة بهدف التقويم والتطوير في أي مجال من المجالات".

ويمكن القول بأن أهمية الدراسات النقدية هي: "القيمة والمكانة للجهود العلمية التي تقوم بها الدراسات النقدية".

أهمية النقد العلمي:

1/ يساعد النقد العلميُّ على عدم الارتجال أو العشوائيَّة في العمل العلمي، بل يوجِّه صاحب العمل إلى الالتزام بالخطة العلمية والمنهج البحثي.

2/ انتفاء الرُّؤى الذاتية أو المتطرفة؛ لأنَّ صاحب العمل يعلم مسبقًا أنه سيَخضع لمعاييرَ نقدية تحتاج إلى الموضوعية والوصول إلى نتائجَ علمية من خلال مقدمات واضحةٍ وصحيحة. 

3/ يوضح مستوى ونوعية الأطروحات العلمية؛ فالنقد في أساسه عملية فرز الجيِّد من الرديء. 

4/ يحثُّ الباحثين على الموضوعية والبُعد عن الإغراق المتكلَّف، أو التقعُّر والتفلسُف الأجوف. 

5/ يحثُّ الباحثين على الجدية في البحث العلمي والالتزام بالقواعد العلمية العامة الثابتة (موقع الألوكة، 2015م)

أهمية النقد التربوي:

     1/ أنه منهجٌ ربانيٌ قرآنيٌ في تربية أفراد المجتمع.

     2/ أنه منهج الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ومَن سار على نهجهم.

     3/ أنه طريقٌ إلى التقدمِ العلمي والرُّقِيِّ الحضاري.

     4/ أنه يؤدي إلى الاستقلالية المنضبطة، والتحرر من التبعية الخاطئة.

     5/ النقد التربوي ضرورةٌ حياتية (الجابري، 1430ه:20- 30)

أهمية الدراسات النقدية:

      بناءً على ما سبق يضع الباحث عدد من النقاط التي تلخص أهمية الدراسات النقدية:

     1/ الدراسات النقدية تقدم التصور الواقعي، الذي من خلاله يمكن تشخيص الوضع القائم، والوقوف على الجوانب الإيجابية والسلبية.

     2/ الدراسات النقدية تسهم في تقويم البحوث العلمية للكشف عن مواطن القوة والضعف.

     3/ الدراسات النقدية من شأنها أن تسهم في التأصيل الإسلامي.

     4/ الدراسات النقدية من شأنها أن تسهم في توفير قاعدة بيانات للدراسات الاستشرافية.

     5/ الدراسات النقدية من شأنها أن تشارك في عملية الإصلاح.

الهدف لغة:

هدَفَ إلى/ هدَفَ لـــ يهدُف ويهدِف، هَدفاً، فهو هادف، والمفعول مهدوف إليه.

هدَف إلى الأمر: جعله هدفاً وغرضاً يسعى إليه.

هدَفَ ]مفرد[:ج أهداف: مطلب، غرض يُوجَّه إليه القصد "هدفُه مساعدة المحتاجين – هدفه أن يصبح عالماً/ طبيباً – كان هدفاً لانتقادات خصومه"

وضع الأهداف: (مع) استراتيجية يستخدمها الأخصائيون الاجتماعيون وبعض المهنيين لمساعدة العملاء على تجديد وتوضيح الأهداف التي يرغبون في تحقيقها أثناء العلاقة المهنية بينهم وبين الأخصائي الاجتماعي، ثم بناء الخطوات التي تُتخذ، وتحديد الوقت اللازم لتحقيق الأهداف المقصودة (معجم اللغة المعاصرة، : 2333، 2334)

الأهداف اصطلاحا:

       قال ابن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث: "الهدف: كل بناء مرتفع مشرف ..، يقال: أهدف له الشيء واستهدف، إذا دنا منه وانتصب له مستقبلا"  (الموسوعة الشاملة) 

     جاء في معجم المصطلحات التربوية والنفسية أن الهدف هو: "غرض يراد الوصول إليه، وقد يكون عاماً كأغراض التربية أو المرحلة التعليمية، وقد يكون خاصاً كأغراض وحدة تعليمية أو درس معين" (شحاتة، وآخرون، 1424ه: 324).

     كما تعتبر الأهداف: "طموح الإنسان، وما يرغب في أن يكونه، ويقصد بها التغير البناء الذي يحدث في سلوك المتعلم نتيجة مروره بمواقف تعليمية معينة وتفاعله معها ويمكن قياسه وتقويمه، والأهداف في التعليم فردية ومجتمعية" (شحاتة، وآخرون، 1424ه: 64، 65).

     وعليه يتضح أن الهدف هو: "الغاية التي يُراد الوصول إليها".

أهداف النقد العلمي:

1/ إصدار أحكام وقرارات موضوعيَّة على الأعمال؛ وذلك من خلال ضوابط ومعاييرِ النقد العلمي.

2/ تطوير وتوجيه قدرات المحكَّمين والنقَّاد، وإعطاؤهم خبرة نقدية عمَلية.

3/ تطوير قدرات الباحثين في مختلِف الجوانب المنهجية والعلمية والشكلية والموضوعية؛ وذلك من خلال النقد البنَّاء للأعمال العلمية.

4/ التخلص - ولو نسبيًّا - من مواطن الضعف والتجاوزات غير البناءة التي تعاني منها عملية البحث العلمي؛ فدراية الباحث بأبعاد تقويم بحثه من البداية تجعله يَتلافى الأخطاء الشكلية والموضوعية والمنهجيَّة، والمطبعية واللغوية، وغير ذلك، وتوافُر هذه الضوابط يجعل الباحثين يقومون بتقويم بحوثهم ذاتيًّا، ومِن ثَم تأتي الأعمال العلمية خاليةً من مَواطن الضعف، أو تكون قليلة ونادرة.

5/ تحقيق المساواة والعدالة والنزاهة؛ فضوابط ومعايير النقد العلمي أدواتٌ موحَّدة معروفة لدى الباحثين والمحكمين، فتأتي الأحكام النقدية لتكون ميزانًا دقيقًا يحقق العدالة بين الباحثين.

6/ إفادة الباحثين من المعايير والضوابط المحدَّدة في توجيه بحوثهم في المحتوى والمنهج، فتتحقَّق النتائج والأهداف المرجوَّة من البحث (موقع الألوكة، 2015م).

أهداف النقد التربوي:

     1/ الالتزام بالمبادئ الإسلامية.

      2/ تأصيل مفاهيم علمية للنظر في الكون والمعرفة والإنسان والحياة.

      3/ الارتقاء بعلم التربية وتطبيقاته والوصول لحقائق ونظريات جديدة.

      4/ تزويد المسلم بالضوابط والقواعد النظرية والمهارية للنقد.

      5/ تصحيح الأخطاء التي قد تقع في النظريات والآراء التربوية.

      6/ مراقبة ومتابعة عمليات التطوير للتربية والتعليم.

      7/ مواجهة النظريات والفلسفات الباطلة.

      8/ إعطاء تقييم صحيح للأفكار والنظريات والتطبيقات التربوية (الشريف، 2011م: 489).

أهداف الدراسة النقدية:

      من خلال ما سبق يمكن القول أن أهداف الدراسات النقدية هي:

     1/ تحليل موضوع الدراسة، وتفكيك مكوناته.

     2/ تشخيص موضوع الدراسة، لتحديد مواطن الضعف والمشكلات، ومواطن القوة والتميز.

     3/ تفسير اتجاهات مكونات موضوع الدراسة.

     4/ إصدار الأحكام التقويمية على موضوع الدراسة.

     5/ فهم واستنتاج الأفكار الجديدة.

     6/ تنمية القدرات العقليّة, كالتمييز بين الأفكار, والقدرة على التحليل وإبداء الرأي, وإصدار الأحكام.

 

المصادر والمراجع

1/ عمر، أحمد مختار، معجم اللغة العربية المعاصرة.. الطبعة الأولى. مصر: عالم الكتب 1429هـ

2/ الشريف، كوثر محمد رضا الحسيني، مبادئ النقد التربوي في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، مجلة كلية التربية، جامعة الأزهر، العدد 145، الجزء 1، 2011م –

3/ شحاتة، حسن، وزينب النجار، معجم المصطلحات التربوية والنفسية، مراجعة حامد عمار، الطبعة الأولى. القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1424ه

4/ الجابري، حسين نفاع، النقد التربوي في المنهج الإسلامي، رسالة دكتوراة، عام 1430ه. الجامعة الإسلامية، كلية الدعوة وأصول الدين، قسم التربية.

5/ الموسوعة الشاملة  http://islamport.com/ 

6/ (موقع الألوكة، 2015م، دخول بيوم 30 / 12 /2022م) https://2u.pw/uhH1xo

7/ موقع أكاديمية BST  الجمعة 30 / 12 / 2022م الساعة الرابعة مساءً   https://2u.pw/fB8HKN   

                   

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق