أساليب ونصوص من كتب التراث التربوي
التحفيز
من أهم أساليب
التربية أسلوب التحفيز الذي يدفع بالفرد إلى توليد الرغبة في تحقيق أهداف محددة، وسوف
يكون الحديث عن التحفيز في طلب العلم عبر التنقيب والبحث في كتب التراث التربوي
الإسلامي.
حيث يقول ابن حزم:
"لو لم يكن من فضل العلم إلاّ أن الجُهّال يهابونك ويُحبونك وأن العلماء
يحبونك ويكرمونك، لكان ذلك سبباً إلى وجوب طلبه".
ابن حزم – المجلد الأول –
ج 1 – ص 343
يرى ابن حزم أن العلم
يرفع أصحابه بين الناس، فهو يفرض الهيبة والوقار للعالم بين العامة، ويجعله
محبوباً وفي مكانة مرموقة بين العلماء. فهذا من أكبر المحفزات التي تدفع الناس إلى
العلم.
كما يشير ابن حزم أن:
"أجلّ العلوم ما قربك من خالقك تعالى، وما أعانك على الوصول إلى رضاه".
ابن حزم – المجلد الأول –
ج 1 – ص 344
ويؤكد ابن جماعة على
ذلك بقوله: "الاشتغالَ بالعلمِ للهِ أَفْضَلُ مِنْ نَوافلِ العباداتِ
البدنيَّةِ، مِنْ صلاةٍ، وصيامٍ، وتسبيحٍ، ودعاءٍ، ونحوِ ذلكَ؛ وذلكَ لأنَّ نَفْعَ
العِلْمِ يَعمُّ صاحبَهُ والنَّاسَ، والنَّوافلُ البدنيَّة مَقْصورةٌ على
صاحبِها"
تذكرة السامع والمتكلم في
أدب العالم والمتعلم – ابن جماعة – دار البشائر الإسلامية – بيروت ط 3 –
1433هـ ص ص 43، 44
وعليه فإن شرف طلب
العلم لا يوازيه شرف، وعلى المربي أن يحفز النشأ على حب العلم ويبين فضله، وأن يوضح
لهم فضل إقران طلب العلم لله وحده بخلاف العلوم التي يطلبها، شرعية أو دنيوية.
كما بين ذلك ابن
القيم حيث يقول: "وأيضاً فإن الله سبحانه عليم يحب كل عليم وإنما يضع علمه
عند مَن يحبّه فمَن أحبّ العلم وأهله فقد أحبّ ما أحبّ الله وذلك مما يُدان
به".
مفتاح دار السعادة ومنشور
ولاية العلم والإرادة – ابن قيم الجوزية – دار الكتب العلمية – بيروت 1419هـ ج1 -
ص ص 140، 141
ويرى ابن القيم أنه
من باب التحفيز لطلب العلم أن الله تعالى يحب العلم وأهله، وهذا من أجل وأرفع
الدرجات.
وعلى وجه العموم في طلب العلم يقول
الماوردي: "على أن العِلْم عِوضٌ من كُلِّ لَذَّةٍ، ومغنٍ عن كُلِّ شَهْوةٍ،
ومَن كان صادِقَ النَّيَّةَ فيه، لم يكن له همة فيما يجد بدّاً منه".
أدب الدنيا والدين –
الماوردي – دار ابن كثير ط 5 1433هـ – ص 133
يشير الماوردي إلى
لذة العلم التي لا تضاهيها لذة، فكل ملذات الحياة المختلفة مهما بلغت نشوتها
ولذتها، تقف عاجزة أمام من كانت نيته في طلب العلم صادقة خالصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق