الثلاثاء، 7 مارس 2023

ترجمة: ابن حزم - الذهبي - الشوكاني

 

ترجمة المؤلف:

أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي اليزيدي، كان جده (يزيد) مولى للأمير يزيد أخي معاوية. وكان جده (خلف بن معدان) أول من دخل الأندلس في صحابة ملك الأندلس عبدالرحمن بن معاوية بن هشام؛ المعروف بالداخل.

نشأته وحياته:

ولد أبو محمد بقرطة؛ في سنة أربع وثمانين وثلاثمئة. نشأ في تنعم ورفاهية، ورزق ذكاءً مفرطاً، وذهناً سيالاً، وكتباً نفسية كثيرة، وكان والده من كبراء أهل قرطبة؛ عمل الوزارة في الدولة العامرية، وكذلك وَزِرَ أبو محمد في شبيبته، وكان قد مهر أولا في الأدب والأخبار والشعر، وفي المناطق وأجزاء الفلسفة.

عالم من أكبر علماء الإسلام في التصنيف والتأليف بعد الطبري، وهو حافظ وفقيه ظاهري، أديب شاعر نسَّابة عالمٌ بسند الحديث النبوي، ناقد فيلسوف، وهو من أوائل العلماء الذين قالوا بكروية الأرض، كان ابن حزم الظاهري وزيرًا سياسيًا من وزراء بني أمية في الأندلس، بدأ ابن حزم حياته وهو على مذهب المالكية ثمَّ غيَّر إلى الشافعية ثمَّ ثبت على الظاهرية فلُقِّب بالظاهري، وقد شُرِّد ونفي عن وطنه بعد العداء الذي نشب بينه وبين جماعة من المالكية، فمات في أرض والديه في بلد اسمها مونتيخار عام 1064م
عاش ابن حزم الأندلسي في أوائل حياته في قصر أبيه الذي كان وزيرًا من وزراء المنصور بن أبي عامر، وقد تربَّى في تلك الفترة من حياته على يد جواري القصر، وقد نشأ ابن حزم في أسرة مسلمة، جدُّه الأعلى هو يزيد بن أبي سفيان الذي عاش في الشام وشارك في عدد من الفتوحات الإسلامية، وقد احتلَّت أسرة ابن حزم مكانة رفيعة في الأندلس حيث امتلكت أسرته قرية كاملة هناك وهي قرية منت ليشم، أمَّا تعليمه فقد درس ابن حزم المنطق على يد محمد بن الحسن القرطبي، ودرس الحديث على يد يحيى بن مسعود، وأخذ الفقه الشافعي على يد عدد من شيوخ قرطبة، وبعد أن تعلَّم المذهب الشافعي انتقل إلى الظاهري فعُرف بابن حزم الظاهري، وككثير من الناس قاسى ابن حزم نار الفتنة التي قامت في قرطبة في الفترة التي كان يكتب فيها كتابه “طوق الحمامة في الألفة والأُلاف” ثمَّ ترك ابن حزم قرطبة وهاجر إلى ألمريَّة، وبسبب انشغاله بالسياسة ونضاله من أجل إعادة بناء الدولة الأموية في الأندلس، لقي ابن حزم عذابًا كبيرًا، فتعرَّض للنفي والتشريد إلى أن سقطت الخلافة الأموية في الأندلس بشكل نهائي، وبعدها فرَّغ ابن حزم نفسه من أجل العلم والتأليف. 

من شيوخه:

سعى ابن حزم الظاهري إلى العلم وهو في سن مبكرة، فأخذ عن كبار العلماء والمشايخ، وكان جده قد ساعده في تحصيله العلمي وأرسله إلى خيرة مشايخ وفقهاء عصره، وقد كان لابن حزم مشايخ في الحديث والتاريخ والفقه والفلسفة والطب، وفيما يأتي مجموعة من أسماء هؤلاء المشايخ الذين نهل من علمهم ابن حزم الأندلسي:

1/ أحمد بن محمد بن سعيد بن الجسور القرطبي.

2/ مسعود بن سليمان بن مفلت الشنتريني القرطبي المعروف بابي الخيار.

3/ القاضي أبو بكر حمام بن أحمد الأطروش القرطبي.

4/ أبو علي الحسين بن سلمون.

5/ محمد بن الحسن الرازي الصوفي.

6/ محمد بن سعيد بن نبات.

7/ ابو الفتوح ثابت بن محمد الجرجاني العدوي.

8/ ابو عبدالله محمد بن الحسن الكناني القرطبي.

9/ أبو سعيد مولى الحاجب جعفر.

10/ البزار محمد بن عبدالله بن هانئ اللخمي.

11/ أبو عبدالله بن عبدالرحمن بن جحاف المعافري قاضي بلنسية.

12/ أبو المطرف عبدالرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس.

مناصبه وانجازاته:
تولى ابن حزم وزارة للمرتضي في بلنسية، ولما هزم وقع ابن حزم في الأسر وكان ذلك في أواسط سنة (409) هجريه، ثم أطلق سراحه من الأسر، فعاد إلى قرطبة. كما تولي الوزارة لصديقه عبد الرحمن المستظهر في رمضان سنة (412) هجرية، ولم يبق في هذا المنصب أكثر من شهر ونصف، فقد قتل المستظهر في ذي الحجة من السنة نفسها، وسجن ابن حزم ثم عفي عنه. وتولى الوزارة أيام هشام المعتد فيما بين سنتي (418-422) هجرية.

من مؤلفاته:

الفصل في الملل والأهواء والنحل

المحلى شرح المجلى

طوق الحمامة

 الإحكام في أصول الأحكام

 الأخلاق والسير

 التلخيص لوجوه التخليص

 الرسالة الباهرة

 ملخص إبطال القياس والرأي والاستحسان والتقليد والتعليل

 مراتب الإجماع
وفاته:

كانت وفاته في عام 456ه وعمره 71 سنة (موقع إسلام أون لاين).


ترجمة المؤلف:

هو شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني المشهور بابن الذهبي.

ولد في ثالث ربيع الآخر سنة 673 (ب) ، وطلب الحديث وله 18 سنة. فسمع الكثير، ورحل، وعنى بهذا الشأن وتعب فيه وخدمه الى ان رسخت فيه قدمه، وتلا بالسبع وأذعن له الناس.

مشايخه:

     شيخ القراء في عصره جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن داود العسقلاني المعروف بالفاضلي.

     ابن غايى المقرىء الدمشقي.

     الحافظ جمال الدين أبو العباس أحمد بن محمد المعروف بابن الظاهري.

     القاضي تقي الدين بن دقيق العيد.

     شرف الدين الدمياطي.

     شيخ الاسلام تقي الدين ابن تيمية.

     جمال الدين أبو الحجاج المزي.

مكانته:

تغني شهرته بالتقدم في العلم عن التكثر بنقل أقوال العلماء في ذلك، ولكن أشير هنا إلى أن مثل الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت٨٥٢هـ) شرب ماء زمزم داعياً الله تعالى أن ينيله مثل مرتبة الذهبي في العلم ،وقال الإمام تقي الدين الفاسي(ت٨٣٢هـ)

في ترجمته: «... واعترف له علماء عصره بوافر الفضل في فنون الحديث والتاريخ وغير ذلك»، وقال: «وكان الذهبي متبحراً في معرفة المتقدمين والمتأخرين، ولا يحابي منهم أحداً، ولا يتحامل على أحد، ويوضح ما يقع في كلام غيره من إسراف في جرح أو انتقاد فيما يحكيه عن غيره.

     وكان كثير الحفظ للمتون والآثار، جيد الخبرة بعلل الحديث والعالي والنازل، مليح العبارة في تصانيفه وتعاليقه»، وقال: «وبلغني أنه توقف عن ولايته لدار الحديث الأشرفية بدمشق لأنه لم يكن أشعريا، وذلك لما شغرت لموت مدرسها أشهد الحافظ جمال الدين المزي [ ت 742هـ]، وما وليها المري حتى نفسه أنه أشعري، فإن ذلك شرط في مدرسها. وهذا يدل على كثرة دين الذهبي وورعه، إذ كان يمكنه أن يشهد أنه أشعري ويليها، ولا يؤثرذلك في كونه لا يرى اعتقاد الأشعري»(۲) ولم يكن – بعد الحافظ المزي أحفظ منه. رحمهما الله تعالى.

من تصانيفه:

(۱) تاريخ الإسلام.   (۲) سير أعلام النبلاء. (۳) العبر في خبر من عبر.

(4) ميزان الاعتدال في معرفة أحوال الرجال. (5) تذكرة الحفاظ. (6) دول الإسلام.

(۷) معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار. (۸) کتاب العرش (العلو للعلي الغفار).

(9) معرفة القرون. (10) معرفة الكبائر. (11) تلخيص المستدرك للحاكم. وغيرها


ترجمة المؤلف:

هو شيخ الإسلام القاضي محمد بن علي الشوكاني أبو علي بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن محمد بن صلاح بن إبراهيم بن محمد العفيف بن محمد بن رزق، الشوكاني.

ولد رحمه اللّه تعالى يوم الاثنين الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة 1173 هجريه في بلدة "هجرة شوكان". 

نشأته وحياته:

نشأ رحمه اللّه تعالى بصنعاء اليمن، وتربى في بيت العلم والفضل فنشأ نشأة دينيه طاهرة، تلقى فيها معارفه الأولى على والده وأهل العلم والفضل في بلدته، فحفظ القرآن الكريم وجوّده، ثم حفظ كتاب " الأزهار " للإمام "المهدي " في فقه الزيديه، ومختصر الفرائض للعُصيفيري و الملحه للحريري، والكافيه والشافيه لابن الحاجب، وغير ذلك من المتون التي اعتاد حفظها طلاب العلم في القرون المتأخرة. وكان ـ رحمه اللّه تعالى ـ كثير الاشتغال بمطالعة كتب التاريخ، والأدب، وهو لايزال مشتغلاً بحفظ القرآن الكريم.

ومما ساعد الإمام الشوكاني على طلب العلم والنبوغ المبكر وجوده وتربيته في بيت العلم والفضل، فإن والده رحمه اللّه تعالى كان من العلماء المبرزين في ذلك العصر، كما أن أكثر أهل هذه القرية كانوا كذلك ـمن أهل العلم والفضل.

استطاع "الشوكاني" أن يستفيد من علماء عصره، وما أكثرهم، فأخذ يطلب العلم بجميع فنونهفقرأشرح الأزهار " على والده، وشرح الناظري " علىمختصر العصيفيري "

كما قرأ " التهذيب " للعلامة التفتازاني، والتلخيص " في علوم البلاغة للقزويني، والغاية لابن الإمام، ومختصر المنتهى " لابن الحاجب في أصول الفقه، ومنظومة الجرزي " في القراءات و "منظومة " الجزار في العروض، وآداب البحث والمناظرة " للإمام العضد، وما إلى ذلك من سائر العلوم النقلية والعقلية.

وظل هكذا ينتقل بين العلماء، يتلقَّى عليهم، ويستفيد منهم، حتى صار إماماً يشار إليه بالبنان، وراسا يرحل إليه، فقصده طلاب العلم والمعرفة للأخذ عنه، من اليمن والهند، وغيرهما حتى طار صيته في جميع البلاد، وانتفع بعلمه كثير من الناس.

 وقد تأثر الإمام الشوكاني بشخصيَّات كثيرة من العمالقة الذين كانوا قبله، مثل:

منهم من بلده اليمن، وأشهرهمالعلامة محمد بن إبراهيم الوزير، والعلامة محمد بن إسماعيل الأمير (ت: 1182ه) و والعلامة الحسن بن مهدي المقبلي (ت: 1108ه) والحسين أحمد الجلال (ت: 804ه) ومنهم من غير بلده ولم يكونوا في عصره، وعلى رأسهمإمام الدنيا ابن حزم الأندلسي (ت: 456ه) وشيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728ه).

والواضح في حياة " الشوكانيأنه بدأ حياته منقبضاً عن الناس، لايتصل بأحد منهم، إلا في طلب العلم ونشره، ولا سيما هؤلاء الذين يحكمون أو يتصلون بالحاكمين، وكان يرسل فتاويه، ويصدر أحكامه دون ان يتقاضى عليها أجراً.

كانت حياته بسيطة متقشفة، يعيش على الكفاف الذي وفره له والده فلما تولى القضاء، وأجزل له الأجر، تنعم في مأكله ومشربه وملبسه ومركبه، وأضفى على تلاميذه وشيوخه مما وسع اللّه عليه به.

من شيوخه:

والده :علي بن محمد بن عبدالله بن الحسن الشوكاني المتوفى سنة 1211ه

أحمد بن محمد بن أحمد بن مطهر القابلي المتوفي سنة 1227ه

أحمد بن عامر الحدائي المتوفي سنة 1197ه

أحمد بن محمد الحرازي المتوفي سنة 1227ه

إسماعيل بن الحسن المهدي بن أحمد ابن الإمام القاسم بن محمد المتوفي سنة 1206ه

الحسن بن إسماعيل المغربي المتوفي سنة 1208ه

صديق علي المزجاجي الحنفي المتوفي سنة 1209ه

من تلاميذه:

ابنه أحمد بن محمد بن علي الشوكاني المتوفي سنة 1281ه

محمد بن أحمد السودي المتوفي سنة 1236ه

محمد بن أحمد مشحم الصعدي الصنعاني المتوفي سنة 1223ه

أحمد بن علي بن محسن، ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم المتوفي سنة 1223ه

محمد بن محمد بن هاشم بن يحيى الشامي، ثم الصنعاني المتوفي سنة 1251ه

عبدالرحمن بن أحمد البهلكي الضمدي الصبيائي المتوفي سنة 1227ه

أحمد بن عبدالله الضمدي المتوفي سنة 1222ه

من مؤلفاته:

خلف الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى ثروة عظيمة من المؤلفات بلغت (278) مؤلف، ولا يزال معظمها مخطوطاً، ومن أهم كتبه المطبوعة:

فتح القدير الجامع بين فنَّي الرواية والدراية من التفسير.

الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة.

الدُّرر البهيَّة. وشرحه الدَّراري المضيَّه في شرح الدُّرر البهيَّة.

البدر الطالع بمحاسن مَن بعد القرن السابع.

السَّيل الجرَّار المتدفِّق على حدائق الأزهار.

نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار.

وفاته:

توفي الإمام الشوكاني رحمه الله ليلة الأربعاء، لثلاث بقين من شهر جمادى الآخرة، سنة   1250ه عن ستٍّ وسبعين سنة وسبعة أشهر، وصلِّي عليه في الجامع الكبير بصنعاء، ودُفن بمقبرة خزيمة المشهورة بصنعاء، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وجزاه عنا كل خير.

قال مباركوبعد هذا لا يسعني إلا القول أن الإمام القاضي الشوكاني: كان إماماً ديّناً، ثقةً، متقناً، علامةً، متبحراً، صاحب سنة واتباع. وقد ساعدته الثقافة الواسعة وذكاؤه الخارق، إلى جانب إتقانه للحديث وعلومه، والقرآن وعلومه، والفقه وأصوله على الاتجاه نحو الاجتهاد وخلْع رقبة التقليد، وهو دون الثلاثين، وكان قبل ذلك على المذهب الزيدي، فصار عَلَمًا من أعلام المجتهدين، وأكبر داعية إلى تَرْك التقليد، وأخذ الأحكام اجتهاداً من الكتاب والسنة، فهو بذلك يُعَدّ في طليعة المجددين في العصر الحديث، ومن الذين شاركوا في إيقاظ الأمة الإسلامية في هذا العصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق