وصية من كتب التفسير
قال تعالى: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19( لقمان
قال ابن كثير عن
هذه الآيات: هذه وصايا نافعة قد حكاها الله تعالى عن لقمان الحكيم؛ ليمتثلها الناس
ويقتدوا بها.
جاء في هذه
الوصية قضايا أخلاقية مهمة في التعامل مع الناس بتواضع بعيداً عن الكبر والعجب،
وطريقة الحديث معهم دون مبالغة ورفع الصوت.
وهذه الوصية
تهتم بجوانب مهمة في تنشئة شخصية الأبناء، بالجانب الاجتماعية والجانب النفسي.
فمن الناحية
الاجتماعية كما وصفها الحازمي: "طلاقة الوجه وهي ضد العبوس، وتعني الانبساط
للإخوان ببشاشة الوجه، وهو مصدر للألفة والمحبة".
أصول التربية الإسلامية- خالد حامد الحازمي
– دار الزمان ط3- 1430هـ
ومن الناحية
النفسية يرى الصنيع: أن "الكبر من أخطر أمراض الباطن الذي يدل على ضعف التدين
لدى الفرد ويورث اختلال في صحته النفسية".
وأشار إلى أن
العجب: "من الأمراض الباطنة التي يغفل عنها بعض الناس وهو واقع فيها فيرى
نفسه كامل لا عيب فيه إنما العيوب في الآخرين وهذا دليل على اختلال صحته
النفسية".
الصحة النفسية من منظور إسلامي – صالح
إبراهيم الصنيع – دار الهدي النبوي – 1426هـ - ص 148
ومما سبق يتضح
أن على المربي أن يغرس في نفس النشأ التواضع ولين الجانب والابتعاد عن الكبر
والعجب سواء بالأقوال أو بالأفعال، وأن لا يتحدث إلا بما كان مفيد ودون رفع الصوت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق